للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

وقال أبو المليح: قال موسى: "يا رب ما أفضل الشكر؟ قال: أن تشكرني على كل حال" (١).

وقال بكر بن عبد اللَّه: قلت لأخ لي: أوصني. فقال: ما أدري ما أقول، غير أنه ينبغي لهذا العبد أن لا يفتر من الحمد والاستغفار، فإن العبد بين نعمة وذنب، ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر، ولا يصلح الذنب إلا بالتوبة والاستغفار، فأوسعني علمًا ما شئت (٢).

وقال عبد العزيز بن أبي رواد: رأيت (٣) في يد محمد بن واسع (٤) قرحة، فكأنه رأى ما شق عليّ منها، فقال لي: "تدري ماذا للَّه عليّ في هذه القرحة من نعمة حين لم يجعلها في حدقتي، ولا طرف لساني، ولا على طرف ذكري؟ فهانت عليّ قرحته (٥).

وروى الجريريّ عن أبي الورد عن اللجلاج (٦) عن معاذ بن جبل أن رسول اللَّه أتى على رجل وهو يقول: اللهم إني أسألك تمام


(١) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" رقم (١٥١).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" رقم (١٥٠).
(٣) ساقطة من الأصل، واستدركتها من النسخ الثلاث.
(٤) هو محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس أبو بكر الأزدي البصري، ثقة كثير المناقب، توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة. انظر: "تقريب التهذيب" ص (٩٠٤).
(٥) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" رقم (١٥٢)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٣٥٢).
(٦) في الأصل والنسخ الثلاث الأخرى: الجلاح. والتصويب من مصدر التخريج وكتب التراجم.

<<  <  ج: ص:  >  >>