للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حِطَّةٌ" (١). فالطاعات تَرفع الدرجات، والمصائب تحُطُّ السيئات. ولهذا قال : "من يُرد اللَّه به خيرًا يُصِب منه" (٢). وقال: "من يُرد اللَّه به خيرًا يفقهه في الدين" (٣). فهذا يرفعه، وهذا يحطُّ خطاياه.

وقال يزيد بن ميسرة: "إن العبد ليمرض المرض وما له عند اللَّه من عمل خير، فيذكِّره اللَّه سبحانه بعض ما سلف من خطاياه، فيخرج من عينَيْه مثل رأس الذباب من الدموع (٤) من خشية اللَّه، فيَبعثُه اللَّه إن بعثه مطهرًا، أو يَقْبِضُه إن قبضه مطهرًا" (٥).

ولا يَرِدُ على هذا حديث أبي موسى الأشعري في ثواب من قبض اللَّه ولده وثمرة فؤاده بأن يبني له بيتًا في الجنة، ويسميه بيت الحمد (٦)، لأنه إنما نال ذلك البيتَ بحمده للَّه واسترجاعه وذلك عمل اختياري، ولذلك سُمي بيت الحمد.

وقال زياد بن زياد مولى ابن عياش عن بعض أصحاب النبي قال: دخلنا على النبي وهو موعوك، -أي: محموم- فقلنا: أح


(١) رواه أحمد في "مسنده" (١/ ١٩٥، ١٩٦)، والحاكم في "المستدرك" (٣/ ٢٦٥) عن أبي عبيدة مرفوعًا: "من ابتلاه اللَّه ببلاء في جسده، فهو له حطة".
(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٥٦٤٥)، من حديث أبي هريرة .
(٣) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٣١١٦)، ومسلم في "صحيحه" رقم (١٠٣٧)، من حديث معاوية .
(٤) "من الدموع" ليست في (م). وفي (ن) و (ب): "من الدمع".
(٥) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "المرض والكفارات" رقم (١٧)، وأبو نعيم في "الحلية" (٥/ ٢٤٠).
(٦) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>