والخامسة: أنه تحرم عليه زوجته، فتكون معه على الزنى، وذلك أن أكثر كلامه بالطلاق، فربما حنث ولم يشعر، فيكون معها زانيا، فإنه روي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم: من أنكح كريمته شارب الخمر، فقد ساقه للزنى.
والسادسة: أنها مفتاح كل شر توقعه في جميع المعاصي، كما روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال في خطبته: أيها الناس، اتقوا شرب الخمر، فإنها أم الخبائث.
والسابعة: أنها تؤذي حفظته بإدخالها في مجلس الفسوق والفجور والروائح الكريهة.
والثامنة: أنه أوجب على نفسه الحد ثمانين جلدة، فان لم يضربها في الدنيا ضرب في الآخرة على رؤوس الأشهاد.
والتاسعة: أنها تسدّ دونه أبواب السماء، فلا يرفع له عمل ولا دعاء أربعين يوما.
والعاشرة: أنه خاطر بنفسه وبدينه، فيخاف عليه أن ينزع منه الإيمان عند الموت.
كما روي عن بعضهم أنه قال: رأيت إنسانا يجود بنفسه عند الموت وهو يقال له: قل لا إله إلا الله، فكان يقول: اشرب واسقني. وذكر عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إذا مات العبد المخمور، فادفنوه واحبسوني، واحفروا عليه، فان لم تجدوا وجهه مصروفا عن القبلة، وإلا اضربوا عنقي.
فهذه عقوبته في الدنيا، وأما عقوبته في الآخرة، فإنها لا تحصى من شرب الحميم والزقوم وعصارة أهل النار في النار، إلى غير ذلك من العذاب والنكال. أعاذنا الله منه.
وأما ما أعدّ الله تعالى لتارك الصلاة على صحة البدن، فمنه ما روي عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليس بين الكافر والمسلم إلا ترك الصلاة، فإن تارك الصلاة على صحة البدن يبتليه الله تعالى