٢ صحيح: ابن ماجة: كتاب الكفارات (٢١١٨) : باب النهي أن يقال ما شاء الله وشئت. وصححه الألباني في الصحيحة لشواهده (١٣٨) . ٣ البخاري; كتاب التعبير (٦٩٨٧) : باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. ومسلم: كتاب الرؤيا (٢٢٦٤) (٧) . من حديث عبادة بن الصامت. ٤ هذا الحديث إنما يخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- عما كان يرى قبل النبوة وهو يتحنث في غار حراء من الرؤيا التي كانت تجيء مثل فلق الصبح. وذلك في الدور الذي كان يهيئه الله فيه لتلقي الوحي، وكان ذلك الدور ستة أشهر، وهي بالنسبة إلى مدة النبوة الثلاثة والعشرين سنة جزء من ستة وأربعين جزءا منها. والله أعلم. قوله: (هذا الحديث إنما يخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- عما كان يرى قبل النبوة) إلخ. يريد الشيخ حامد -رحمه الله- بهذا الكلام أن قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الرؤيا الصالحة: أنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة, أنه خبر عما قد وقع ومضى, وليس الأمر كذلك بل الروايات الواردة في هذا الباب تدل على أن مراد النبي -صلى الله عليه وسلم- الخبر عن جنس الرؤيا في الماضي والمستقبل، وأنها تفيد وتحصل بها البشرى، وأن فائدتها جزء من أجزاء النبوة المتضمنة الأخبار عن المغيبات, ولهذا اختلفت ألفاظ الروايات في ذلك، ففي بعضها: جزء من خمسة وأربعين جزءا, وفي بعضها: جزء من ستة وأربعين جزءا، وفي بعضها: جزء من سبعين جزءا من النبوة, وفي بعضها غير ذلك. ولو كان المراد ما قاله الشيخ حامد لم تتنوع العبارات عنها, ووجه التنوع -والله أعلم- أن الرؤيا الصالحة في حد ذاتها تختلف بحسب صلاح الرائي وما يكتنف رؤياه من القرائن والشواهد الدالة على صدق الرؤيا, وقد نص العلماء على ما ذكرناه قال النووي -رحمه الله- في شرح مسلم ما نصه: (قال القاضي: أشار الطبري إلى أن هذا الاختلاف راجع إلى اختلاف حال الرائي، فالمرء الصالح تكون رؤياه جزء من ستة وأربعين جزءا، والفاسق جزء من سبعين جزءا, وقيل: المراد أن الخفي منها جزء من سبعين، والجلي جزء من ستة وأربعين) . ثم نقل عن الخطابي عن بعض أهل العلم نحو ما قاله الشيخ حامد, ثم نقل عن المازري ما نصه: (وقيل: المراد أن للمنامات شبها مما حصل له وميز به من النبوة بجزء من ستة وأربعين) . انتهى. والله أعلم.