مؤكدة بأن والام، اللام التي يسمونها ها؟ اللام الأيش المزحلقة، الأصل أنها لام تأكيد تقترن بالمبتدأ، لكن لا يمكن أن يتوالا مؤكدان فزحلقوها وأخروها إلى الخبر، إنه المتلوا عليكم لقرآن كريم، كريم من كل وجه، يعني خوذ منه بلا حد، وأي كرم يصل إلى هذا الحد، كل يأخذ من القرآن بلا حد، العالم يأخذ، الفقيه يأخذ، الداعية يأخذ، القاص يأخذ، من يداوي المرضى ويعالجهم يأخذ، إلى غير ذلك ممن لا يحاط به، فهذه أعلى أنواع الكرم أن يؤخذ من الشيء ويستفيد منه كل أحد، أي كرم أعظم من هذا، إذا كان يوصف المرء بالكرام لأنه استفاد منه مجموعة من الناس ويش هذا الكرم، فيكف بمن يستفيد منه جميع الثقلين؟ إنه لقرآن كريم، في كتاب مكنون، في كتاب مكنون في كتاب مكتوب، لأن كتاب مصدر كتب يكتب كتاباً وكتابتً وكتبً والمراد به المكتوب يعني لو تمسي مابين يديك كتاب مثلاً ايش معك يا أخي معي كتاب، كتاب لا تريد به نفس مصدر كتبا، وإنما تريد المكتوب الجامع للمسائل العلمية، وهنا المكتوب الجامع لكلام الله المنزل على نبيه -عليه الصلاة والسلام-، فالمراد به المكتوب، مكنون، يعني: مصون محفوظ من الزيادة والنقصان: {إنا نحن نزلنا الذكر} من زاد فيه حرف ليس منه يكفر بها، ومن نقص منه حرفاً أجمع عليه الصحابة فإنه بهذا يكفر أيضاً فالذي بين الدفتين المصحف هذا مقطوع به ومكنون ومصون، يقول: وهو المصحف.
{في كتاب مكنون} المصحف في كتاب، أو الكتاب هو المصحف يعني القرآن في كتاب، يعني: في مصحف، مكتوب بين دفتين في مجلد مصون من أن يزاد فيه أو أن ينقص منه، منهم من يقول: أن المراد بالكتاب المكنون اللوح المحفوظ، {أنه لقرآن كريم في كتاب مكنون} يعني: في اللوح المحفوظ.