للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ} [(٢) سورة ق] "رسول من أنفسهم يخوفهم بالنار بعد البعث"، {بَلْ عَجِبُوا} [(٢) سورة ق] الضمير يعود إلى الكفار، ولم يجر لهم ذكر، لكن قد يحذف الشيء لعدم وجود اللبس {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [(٣٢) سورة ص] ما هي التي توارت بالحجاب؟ الشمس أحد يشك في هذا؟ أحد يختلف في هذا؟ فلا يحتاج إلى وجود ما يدل عليه، {بَلْ عَجِبُوا} [(٢) سورة ق] من الذي يعجب من مجيء النبي -عليه الصلاة والسلام- وكونه منهم؟ هل المؤمن يعجب؟ إنما الذي يعجب من ذلك هو الكافر، بدليل ما يتلوه من الكلام {بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ} [(٢) سورة ق] "رسول من أنفسهم يخوفهم بالنار بعد البعث" {فَقَالَ الْكَافِرُونَ} [(٢) سورة ق] لماذا أعيد لفظ الكفار ما اكتفى بالضمير بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقالوا: هذا شيء عجيب؟ لماذا أعيد الكفار باللفظ مع أنهم ذكروا بالضمير؟ فالأولى أن يذكروا هنا بالضمير أو يصرح بهم في الموضع الأول بل عجب الكفار أن جاءهم منذر منهم فقالوا: هذا شيء عجيب، الآن العكس الموضع الأول بالضمير والثاني بالتصريح، ذكروا ولم يقل فقالوا، تقبيحاً لحالهم، تقبيحاً لحالهم، ووصفهم بالكفر، ووصفهم بالكفر.

ومنهم من يقول: {بَلْ عَجِبُوا} [(٢) سورة ق] يعود إلى الجميع، إلى جميع من أرسل إليهم النبي -عليه الصلاة والسلام-، من آمن ومن لم يؤمن، ثم بعد ذلك ميز الكفار بقولهم: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا} [(٣) سورة ق] لكن السياق كما في سورة (ص) يدل على أن المراد بقوله: {بَلْ عَجِبُوا} [(٢) سورة ق] هم الكفار.

<<  <  ج: ص:  >  >>