للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الأبيات لا يقع الأمر كذلك؛ لأنه لو قيل: طيش وعرش لما جاز، وهذا يقال له الردف في الشعر، وهو الياء والواو قبل حرف الروي، وإذا جيء بذلك في الشعر وفي الكلام المنثور لا يقال إنه التزام ما لا يلزم؛ لأن الملتزم ما لا يلزم له مندوحة في العدول إلى غيره، وههنا لا مندوحة.

ومن لطيف ذلك ما يروى لامرأة من البصرة مجنت بأبي نواس، فقالت:

إنّ جري حزنبل حزابيه ... إذا قعدت فوقه نبابيه

كالأرنب الجاثم فوق الرّابيه

وكذلك ورد قول أبي تمام «١» ، وهو:

خدم العلا فخدمنه وهي الّتي ... لا تخدم الأقوام ما لم تخدم

فإذا ارتقى في قلّة من سود ... قالت له الأخرى بلغت تقدّم

وعلى هذا الأسلوب قوله أيضا «٢» :

ولو جرّبتني لوجدت خرقا ... يصافي الأكرمين ولا يصادي «٣»

جديرا أن يكرّ الطّرف شزرا ... إلى بعض الموارد وهو صادي «٤»

وله من أبيات تتضمن مرثية «٥» :

<<  <  ج: ص:  >  >>