للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

من أشهر كتب الفن: (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني، (العقد الفريد) لابن عبد ربه، هذه الكتب لا شك أن فيها شيء من المتعة؛ لكنها مع ذلك تحوي من سقط القول، وسفاسف الأمور، وغرائب الأخبار التي ينبغي أن يترفع عنها طالب العلم الشيء الكثير؛ لكن اقتناءها والإطلاع عليها مع التحفظ الشديد، وهي موجودة في مكتبات شيوخنا قاطبة، يعني لا يقال: إن اقتناءها باعتبار ما اشتملت عليه مخل بالدين أو المروءة، لا، لكن ينبغي أن يكون الإنسان منها على حذر، وهي تجمع الغث والسمين، يعني لو قلنا: أن الأغاني مثلاً لا يلتفت إليها طالب العلم، هل تعلم أن الحافظ ابن حجر عرف كلمة في الجرح، وأنها تدل على جرح الراوي من خلال كتاب الأغاني؟ (بين يدي عدل) أطلقها أبو حاتم في حق جبارة بن المغلس، الحافظ العراقي يظن أنها تعديل للرجل، الحافظ ابن حجر يقول: "وقفت في قصة في كتاب الأغاني للقائد طاهر، وهو على مأدبة مع بعض أولاد الرشيد، مأدبة يأكلون، فجاء أحد أولاده ليمازح طاهر، فأخذ هنثبات، يكون مثلاً قرع وإلا كوسة وإلا شيء هنثبات، فرمى بها وجه طاهر، وطاهر أعور، فضرب بها العين السليمة، فاشتكاه إلى أبيه، وقال: ابنك يفعل هذا في عيني كذا، والأخرى بين يدي عدل، يعني تالفة، إذاً (بين يدي عدل) تالف، ثم تتبعوا هذا الأمر، الآن مسكوا بطرف الخيط، تتبعوا السبب، وقالوا: إن العدل ابن سعد العشيرة، كان على شرطة تبع، وكان إذا سلمه شخص قال: خذه يا عدل، معناه: اقتله، فقالوا: (بين يدي العدل) يعني تالف.

(العقد الفريد) كتاب لطيف ونفيس، وفيه درر وفوائد.

(زهر الآداب) للحصري مع أنه أمتع هذه الكتب وأسلمها من السقط، رغم أن المحقق انتقد ابن الحصري في تركه لهذا الجانب، يقول: "أهمل جانب مهم من جوانب الأدب، وهو المجون" لكن من وجهة نظره؛ لأنه هو ماجن، ويقول: "إن إغفال هذا الجانب يفقد الحياة حيويتها" لكن هذا من وجهة نظره، وهو رجل معروف، والله المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>