المسألة وتحقيقها يطول على كل حال؛ لكن يجوز أن الخليل ابتكر الفكرة، ابتدأ الفكرة مثلاً وضع أصل الكتاب، فزيد فيه من بعده؛ لأنه في داخل الكتاب أمور تتشكك في نسبته، وتبعه على تأليفه الأزهري في (تهذيب اللغة) وهذا الكتاب من أولى ما يرجع إليه في بيان الحقائق اللغوية؛ لأنه كتاب متقدم، وابن سيدة في المحكم تبع صاحب العين، وهو من أنفس ما يقتنيه طالب العلم.
لكن مراجعة هذه الكتب الثلاثة قد تكون متعذرة بالنسبة للمتعلمين؛ لأنهم اعتادوا الترتيب الألف بائي، فيصعب عليهم إلا من خلال الفهارس، من أمهات كتب اللغة (الجمهرة) لابن دريد، مرتب على الحروف، وطعن في ابن دريد من أجله، والكلام كثير جداً.
(معجم المقاييس) لابن فارس، ويهتم بأصول الكلمات، و (المجمل) له، ومن المهمات أيضاً (الصحاح) للجوهري، وإن شئت فقل: الصِحاح، وإن شئت فقل: الصَحاح، الصِحاح جمع صحيح، والصَحاح مفرد، كيف مفرد؟
المقدم: والصِحاح هذا جمع صحيح.
يعني مثل: صحيح وصَحاح مثل: بريء وبراء؛ لأن جمع بريء وبراء: برآء، لكن براء مفرد؛ مثله؛ لكن الصحاح أشهر، الضبط بجمع صحيح أشهر، وهو مرتب على الحروف باعتبار أواخر الكلمات، وهذا الترتيب اعتمده جل من جاء بعد الجوهري، لا سيما الكتب التي انتشرت بعد تأليفها، مثل (لسان العرب) لابن منظور، والفيروز آبادي في (القاموس) اعتمدوا هذا الترتيب باعتبار آخر الكلمة، مثلاً (قرأ) في باب الهمزة في أول الكتاب.