من أهم كتب في هذا الفن إذا أراد أن يتدرج ويقرأ الأجرومية ثم القطر ثم الألفية، كتاب سيبويه الذي هو كتاب هذا الفن، وهو ديوان النحو، وإذا أطلق الكتاب انصرف إليه، ويقول بعض أهل العلم: أنه أخذ ثلاثين سنة يفتي من كتاب سيبويه، كيف يفتي من كتاب سيبويه؟ لأنه إذا فهم كتاب سيبويه، صار في مصاف العرب المتقدمين، الذين يفهمون النصوص مباشرة، بهذه يعني وإلا ما يمكن الإنسان أن يفتي ما هي حلال وحرام، تقال مثل هذه الكلمة لا للاعتماد عليها، ولاعتمادها وترك الكتب، لا، إنما لبيان أهمية هذا الكتاب.
مما ينبغي أن يعنى به طالب العلم (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) لابن هشام، كتاب في غاية الأهمية، وله شروح حاشية الأمير، حاشية الدسوقي، ولو كان معنا وقت حقيقة بسطنا الكلام في هذه الكتب.
في أيضاً كتاب مهجور اسمه (العوامل للجرجاني) نحو مائة عامل، يحتاجه طالب العلم باستمرار، يعني لو قرأ العوامل بعد الأجرومية وشرحها، لا شك أنه يستفيد فائدة عظيمة، والخلل في التحصيل هو بسبب إهمال بعض هذه الكتب المهمة.
هناك قواعد للإعراب، وهناك أيضاً كتب لا نلقي لها بالاً اهتماماً بالدراسة النظامية، ثم إذا التفتنا بعد ذلك وجدنا الوقت ما يسعف؛ لكن إذا وفق طالب العلم لعالم يدله على الطريقة التي يحصل بها على الطريقة والجادة المعروفة عند أهل العلم، لا شك أنه يختصر له الوقت اختصار شديد، كما ألمحنا في الحلقة السابقة عن الشيخ عبد القادر بدران بسبب شيخه، وتوجيهه أنه ما احتاج في الطلب إلا ست سنوات، وبعض الناس طلب العلم ستين سنة.
المقدم: ألاحظ يا شيخ أنك ذكرت أسماء كثيرة كلها من الأعاجم في اللغة.