الشريفُ المرتضى أبو القاسم بستين دينارًا، وتصفَّحها، فوجد بها أبياتًا بخطِّ بائعها أبي الحسن الفالي"، وهي:
أنِسْتُ بها عِشرينَ حولاً وَبِعْتُها ... لقد طالَ وَجْدي بعدَها وحنيني
وما كان ظَنِّي أَنَّني سأَبيعها ... ولو خلَّدتْني في السجون ديوني ...
ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصِبْيَةٍ ... صِغارٍ عليهم تَسْتَهِلُّ شُؤوني
فقلتُ ولم أَمْلِكْ سوابقَ عَبْرةٍ ... مقالةَ مكويِّ الفؤادِ حَزِين
وقد تُخرِجُ الحاجاتُ يا أمَّ مالكٍ ... كرائمَ من ربٍّ بهنَّ ضنين
(وفيات الأعيان)
وهذا الأمر شائع بين العلماء وهو أشد عليهم من وقع الحسام المهند، وأصعب مرارة من تجرع السم الفاتك كيف لا وكتب العلماء فيها لذاذة الحياة وسعادة العيش.
ومن المآسي والهموم المتعلقة ببيع الكتب سوء تصرف الورثة بالكتب فبعضهم يحرقها وغيرهم يبعها بسعر زهيد جداً وبعضهم يتركها في مكانٍ حتى تصاب بالتلف وغير ذلك الكثير .... مما نشاهد ونطالع أيامنا الحاضرة.