قال: شكا خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أوَيْتَ إلى فرَاشِكَ فَقُل: اللهُم رب السموَاتِ السبْع وما أظلتْ، ورَب الأرَضِينَ
ــ
أرق فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا أعلمك الخ. قال الحافظ بعد تخريجه هذا مرسل صحيح الإسناد وكأنه الذي أشار إليه الترمذي، وابن سابط اسمه عبد الرحمن وقيل اسم أبيه عبد الله فنسب إلى جده وسابط هو ابن حميضة صحابي جمحي مكي وعبد الرحمن تابعي صغير ورواه شعيب بن إسحاق عن مسعر فزاد في السند يقال عن عبد الرحمن بن سابط عن خالد بن الوليد أنه أصابه أرق فذكر الحديث بتمامه قال الحافظ بعد تخريجه من طريق الحافظ ضياء الدين المقدسي من طريق
الطبراني وكذا رواه محمد بن جابر اليمامي عن مسعر كما قال شعيب، أورده الطبراني في المعجم الكبير في مسند خالد بن الوليد ولم يخرج السند مع ذلك عن الانقطاع لأن عبد الرحمن لم يدرك خالدًا اهـ. قوله:(قَال شكَا خالدُ الخ) تقدم أن الراوي إذا قال قال فلان أو فعل كذا محمول على الاتصال أن كان القائل سالمًا من التدليس وعلم تفاوتهما ولو مرة وهذا الحديث فيه طريق الإسناد رواية صحابي عن مثله وهو كثير جدًّا وسبقت ترجمة بريدة في باب أحكام المساجد ثم في القاموس شكا أمره إلى الله شكوى وينون وشكاية بالكسر وشكيت لغة في شكوت اهـ، فعلى اللغة الأولى التي هي الفصحى يكتب شكا بالألف وعلى الثانية بالياء بناء على القاعدة المقررة في علم الخط من أن ألف الثلاثي أن انقلبت عن واو كتبت ألفًا أو عن ياء كتبت ياء. قوله:(منَ الأَرَقِ) أي بفتحتين وهو السهر أي مفارقة النوم من وسواس أو حزن أو غير ذلك. قوله:(ومَا أَظلَّتْ) بتشديد اللام أي وما أوقعت عليه ظلها والمعنى ما دنت السموات منه من قبيل أظلك فلان إذا دنا منك كأنه ألقى عليك ظله والأظهر أن يقال ما وقعت عليه موقع المظلة. قوله:(الأَرضِين) بفتح الراء كما هو الأفصح وإسكانها في قول الشاعر:
لقد ضجت الأرضون إذ قام من بني ... سدوس خطيب فوق أعواد منبر