أهْدِئْ ليلي، وأنِمْ عَيْني، فقلتها، فأذهب الله عزَّ وجلَّ عني ما كنت أجد".
وروينا عن محمد بن يحيى بن حَبَّان -بفتح الحاء وبالباء الموحدة- "أن خالد بن الوليد رضي الله عنه أصابه أرق، فشكا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات
ــ
كان به آفة تحل بالحياة. قوله:(أَهْدِئْ لَيْلي) بفتح الهمزة الأولى وإسكان الأخيرة من الهدء وهو السكون أي سكنه لأنام فيه أو سكني بالنوم فيه لأسلم من السهر والأرق ويذهب ما أجد من القلق وعلى الثاني فالإسناد مجازي لأن المدعو بسكونه المظروف أعني هو لا الظرف الذي هو الليل. قوله:(وأَنِمْ عَيْني) الإنامة تخصيص بعد تعميم لأنه الأهم المقصود.
قوله:(وَرَوَينَا فيهِ) أي في كتاب ابن السني. قوله:(عَنْ مُحمدِ بنِ يَحْيى بنِ حَبَّانَ) بفتح المهملة وتشديد الموحدة وهو الأنصاري. قوله:(أَنَّ خَالدَ بنَ الْوَليدِ الخ) قال الحافظ بعد تخريجه مرسل صحيح الإسناد أخرجه ابن السني، وأيوب بن موسى أي الراوي للحديث عن محمد بن يحيى بن حبان ثقة من رجال الصحيحين لكن خالفه يحيى بن سعيد الأنصاري فرواه عن محمد بن يحيى وجعل القصة للوليد بن الوليد وهو أخو خالد بن الوليد ولفظه عن يحيى أن الوليد بن الوليد بن المغيرة شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسًا يجده فقال إذا أويت إلى فراشك فقل أعوذ بكلمات الله التامات فذكره سواء وزاد في آخره فوالذي نفسي بيده لا يضرك شيء حتى تصبح قال بعد تخريجه كذلك هذا مرسل صحيح الإسناد أخرجه البغوي في معجم الصحابة والإمام أحمد في مسنده كلاهما عن يحيى قال الأول إن الوليد شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال الإمام عن الوليد وهكذا وقع عند البغوي من وجه آخر عن ابن شهاب ولم يخرج الإسناد بذلك عن الانقطاع فإن محمد بن يحيى من صغار التابعين وجل روايته عن التابعين والوليد بن الوليد مات في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا الذكر قد جاء في قصة أخرى لخالد بن الوليد كما سيأتي قريبًا فيحتمل أن يكون وقع لكل من خالد والوليد وإن اتحد الدعاء والله أعلم اهـ. قوله:(أَن خَالدَ بنَ الوَليدِ) هو أبو سليمان خالد بن الوليد