ينظر إلى من في داخله، ثم يقول: السلام عليكم، أأدخل؟ فإن لم يجبه أحد، قال ذلك ثانياً وثالثاً، فإن لم يجبه أحد انصرف.
وروينا في "سنن أبي داود" بإسناد صحيح عن ربعي بن حِراش بكسر الحاء المهملة وآخره شين معجمة، التابعي الجليل قال: حدثنا رجل من بني عامر "استأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في بيت فقال: أألج؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخادمه: "اخْرُجْ إلى هذا فعَلِّمهُ الاسْتِئْذَان، فَقُلْ لَهُ: قُلْ: السلامُ عَلَيكُمْ، أأدْخُلُ؟ " فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- فدخل".
ــ
بعد الثلاث ولم يعلم عمر الأمر بالرجوع بعدها وأخرج حديث أبي موسى أبو داود في سننه قال الحافظ وقد روينا الاستئذان من جهة النظر من جهات كثيرة (وتوفي الحافظ ابن حجر رحمه الله قبل بيان ذلك) وفي هذا المحل وقف تحرير أماليه فتغمده الله برحمته ونفعني وسائر المسلمين من بركته.
وكانت وفاته في ثامن عشر ذي الحجة الحرام سنة ثمانمائة واثنتين وخمسين. قوله:(فإن لم
يجبه أحد بعد الثلاث انصرف على المختار) لما تقدم من الحديث. قوله:(روينا في سنن أبي داود الخ) هذا ما صدر به أبو داود ثم ساق طريقاً أخرى إلى ربعي أنه قال: حدثت أن رجلاً من بني عامر استأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم- بمعناه وهذه الرواية التي في الأصل أن المحدث له هو نفس الرجل السائل وقوله في الرواية الأخرى: حدثت أن رجلاً الخ، يقتضي أنه أخبر بذلك فيحتمل أن يكون السائل هو المخبر له بنفسه فتتفق الطريقان ويحتمل أنه سمعه تارة منه وتارة بواسطة والله أعلم. قوله:(أألج) بهمزتين مفتوحتين أولاهما للاستفهام والثانية حرف مضارعة ويجوز تحقيق وتسهيل الثانية وإبدالها ألفاً ولام مكسورة آخره جيم أي أدخل. قوله:(فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لخادمه) قال الحافظ السيوطي في مرقاة الصعود في تفسير ابن جرير من طريق عمرو بن سعيد الثقفي أن اسمها روضة. قوله:(السلام عليكم الخ) قال الحافظ في فتح الباري اختلف هل السلام شرط في