سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إن اللهَ تَعالى يَقُولُ: إنّ عَبْدِي كُلَّ عَبْدِي، الذِي يَذْكُرُني وَهُوَ مُلاقٍ قِرْنَهُ" يعني عند القتال. قال الترمذي: ليس إسناده بالقوي.
قلت: زعكرة بفتح الزاي والكاف وإسكان العين
ــ
مع إسنادها لها عن ربه من كلامه تعالى فيضاف إليه تعالى وهو الأغلب ونسبته إليه حينئذٍ نسبة إنشاء لأنه المتكلم به أولًا وقد يضاف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه المخبر به عن الله تعالى بخلاف القرآن فلا يضاف إلا إليه تعالى فيقال فيه قال الله تعالى ويقال في الحديث القدسي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه وهي عبارة السلف وهي أولى وقال تعالى فيما روى عنه نبيه - صلى الله عليه وسلم - والمعنى واحد وهذا مما ينجغي أن يحفظ لنفاسته وعموم الحاجة إليه والله أعلم.
قوله:(إن عبدي كل إن عبدي) أي الحائز من وصف العبودية الكمال فهو نظير قولهم أنت الرجل علمًا أي الجامع لأوصاف الكمال المتفرقة في الرجال قال الشاعر:
وليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم واحد
قوله:(قرنه) بكسر القاف أي كفوه كما في الصحاح وإنما كان كذلك لأن ذكره الله تعالى في ذلك الحال لا يكون إلا عن قوة المعرفة ونفاذ البصيرة وتقدم قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} قال قتادة افترض الله عزّ وجلّ ذكره على عباده أشغل ما يكونون عند الضراب بالسيوف وحكم هذا الذكر أن يكون خفيا لأن رفع الصوت في مواطن القتال روي مكروه إذا كان العائط واحدًا أما إذا كان عن الجمع عند الحملة فحسن لأنه يفت في أعضاد العدو كذا في تفسير القرطبي. قوله:(قال الترمذي ليس إسناده بالقوي) قال الحافظ فيه إنه حديث حسن غريب قال: يريد بقوله ليس إسناده الخ ضعف عفير لكن وجدت له شاهدًا قويًّا مع إرساله أخرجه البغوي