روينا في كتاب الترمذي، وابن ماجه، عن حذيفة رضي الله عنه قال: إذا مِتُّ فلا تُؤذنوا بي أحدًا، إني أخاف أن يكون نعيًا، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن النَّعي. قال الترمذي: حديث حسن.
وروينا في كتاب الترمذي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إيَّاكُمْ وَالنَّعْيَ، فإن النَّعْيَ مِنْ عَمَلِ الجاهِلِيةِ". وفي رواية عن عبد الله ولم يرفعه. قال الترمذي: هذا أصح من المرفوع، وضعف الترمذي الروايتين.
ــ
والنعي بالنداء عليه بذكر مآثره والأول جائز لحديث النجاشي وغيره والأخير منهي عنه قال الجوهري النعي خبر الموت يقال نعاه ينعاه نعيا ونعيا بفتح النون وضمها وسكون العين ونعيا بفتح النون وكسر العين وتشديد التحتية ويطلق أيضًا على الناعي وهو الذي يأتي بخبر الميت وقال الهروي بسكون عين الفعل وبكسرها الميت ويجمع على نعايا كصفي وصفايا قوله:(إِذَا مِتُّ) يصح في فائه الكسر والضم وعلى الأول فيتعين كونه مبنيًّا للمجهول وعلى الثاني يحتمل أن يكون مبنيًّا للمجهول وجاء من باب بوع وأن يكون مبنيًّا للفاعل فإن القاعدة أن الفعل الأجوف إذا كانت عينه منقلبة عن واو وكان من فعل بفتح العين نقل منه إلى فعل بضمها ثم ينقل ضمة العين للفاء ثم تحذف العين لالتقاء الساكنين. قوله:(لَا تُؤذِنوا) من الإيذان وهو الإعلام. قوله:(فإِني أَخافُ أَنْ يكونَ نَعْيًا) وهذا مما يصلح مستندًا للقول لسد الذرائع. قوله:(إِياكُمْ والنَّعْيَ) هو بالنصب على التحذير وهو تنبيه المخاطب على محذور ليحترز منه كما قيل إياك والأسد وقوله إياكم مفعول بفعل مضمر وجوبًا تقديره اتقوا وتقدير الكلام اتقوا أنفسكم أن تنعوا. قوله:(وضَعفَّ الترمِذِيُّ الروايتَيْنِ) أي المرفوعة والموقوفة قال الحافظ مخرج الروايتين واحد فإن مدارها على أبي حمزة الأعور واسمه ميمون عن إبراهيم النخعي عن علقة عن ابن مسعود وأبي حمزة ضعيف عندهم والرواية المرفوعة عند الترمذي عن محمد بن حميد الرازي وهو من الحفاظ لكنهم ضعفوه والرواية الموقوفة من طريق سفيان الثوري عن أبي حمزة وقد رواه عبد الرزاق عن الثوري فوقفه على علقمة وكذا أخرجه مسدد في مسنده عن هشيم عن حصين بن عبد الرحمن عن إبراهيم وحصين من رجال الصحيح.