للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عباد الله، هو أعلم مني. فأوحى الله- عز وجل- إليه أن رجلا من عبادي يسكن جزائر «١» البحر، يقال له الخضر هو أعلم منك. قال: فكيف لي به؟

قال جبريل- عليك السلام-: احمل معك سمكة مالحة فحيث تنساها تجد الخضر هنالك فسار موسى ويوشع بن نون ومعهما خبز وسمكة مالحة في مكتل على ساحل البحر فأوى إلى الصخرة ليلا، والصخرة بأرض تسمى مروان على ساحل بحر أيلة وعندها عين تسمى عين الحياة فباتا عندها تلك الليلة وقرب موسى المكتل من العين وفيها السمكة فأصابها الماء فعاشت ونام موسى فوقعت السمكة في البحر فجعل لا يمس صفحتها شيء من الماء إلا انفلق «٢» عنه «٣» فقام الماء من كل جانب وصار أثر الحوت في الماء كهيئة السرب في الأرض واقتصد «٤» الحوت في مجراه ليلحقاه، فذلك قوله- سبحانه-: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً- ٦١- يعني الحوت اتخذ سبيله يعني طريقه في البحر سربا يقول كهيئة فم القربة فلما أصبحا ومشيا [٢٢٨ ا] نسي يوشع بن نون أن يخبر موسى- عليه السلام- بالحوت حتى أصبحا وجاعا «فَلَمَّا جاوَزا» «٥» قالَ موسى «لِفَتاهُ» «٦» ليوشع آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً- ٦٢- يعني مشقة في أبداننا، مثل قوله سبحانه: أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ «٧» يعنى مشقة


(١) فى أ: جزاير.
(٢) فى أ: تفلق، ل: انفلق.
(٣) فى ل: عندها، ا: عنه. [.....]
(٤) فى ل: واقتصد، وأ: واقتصه.
(٥) «فَلَمَّا جاوَزا» : ساقطة من ا.
(٦) «لِفَتاهُ» : من المصحف وليست فى النسخ.
(٧) سورة ص: ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>