للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حين يقوم، ويقعد، ويذكر الله- جل ثناؤه- حين يستجد الثوب الجديد، وحين يخلق، ويذكر الله- عز وجل- حين يدخل، ويخرج، وينام، ويستيقظ، ويذكر الله- جل ثناؤه- بكل خطوة يخطوها، وبكل عمل يعمله، فسماه الله- عز وجل- عبدا شكورا. ثم قال سبحانه:

وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ يقول وعهدنا إليهم في التوراة لَتُفْسِدُنَّ لتهلكن فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ فكان بين الهلاكين مائتا سنة وعشر سنين وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً- ٤- يقول ولتقهرن قهرا شديدا حتى تذلوا وذلك بمعصيتهم «١» الله- عز وجل-. فذلك قوله- تعالى «٢» : فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما يعني وقت أول الهلاكين بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ بختنصر المجوسي ملك بابل وأصحابه فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ يعني فقتل «٣» الناس في الأزقة وسبى ذراريهم وخرب بيت المقدس وألقى فيه الجيف وحرق التوراة ورجع بالسبي إلى بابل، فذلك قوله سبحانه: وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا- ٥- يعني وعدا كائنا لا بد منه فكانوا ببابل سبعين سنة ثم إن الله- عز وجل- استنقذهم [٢١٣ أ] على يد كروس «٤» بن مزدك «٥» الفارس فردهم إلى بيت المقدس، فذلك قوله- عز وجل-:


(١) أ: بمعاصيهم، ل: بمعصيتهم.
(٢) من ل، وفى أ: فقال سبحانه.
(٣) فى أ، ل: فقتلوا.
(٤) من ل، وفى أ: زيادة ويقال كرووس وعلى الواو الأولى علامة تمريض؟؟؟، أقول والصواب أنه كورش أو قورش. انظر خطر اليهودية: ٢٤.
(٥) فى أ: مدرك، ل: مزدك.

<<  <  ج: ص:  >  >>