للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأيت عمرو بن ربيعة بن يحيى بن قمعة بن خندف الخزاعي، والحارث ابن كعب بن عمرو وعليهما وفرة يجران قصبهما فى النار يعنى أمعاء هما «١» . قيل للنبي- صلى الله عليه وسلم-: ولم؟ قال: لأنهما أول من سيبا «٢» السائبة، واتخذا البحيرة والوصيلة والحام، وأول من سميا اللات والعزى، وأمرا بعبادتهما، وغيرا دين الحنيفية ملة إبراهيم- عليه السلام- ونصبا الأوثان حول الكعبة، فأما عمرو بن ربيعة فهو رجل قصير أشبه الناس به هذا يعني أكثم بن الجون الخزاعي. فقال أكثم: يا رسول الله أيضرني شبهه؟ قال: لا أنت مؤمن وهو كافر، فقال رجل من كفار قريش للمطعم بن عدي: عجلت على ابن أخيك، ثم قال كهيئة المستهزئ: رويدك يا محمد حتى نسألك عن عيرنا: هل رأيتها في الطريق؟ قال: نعم. قال: فأين رأيتها؟ قال: رأيت عير بني فلان بالروحاء نزولا قد ضلت لهم ناقة وهم في طلبها فمررت على رجالهم وليس بها أحد منهم، فوجدت في إناء لهم ماء فشربت منه وتوضأت، فاسألوهم إذا أتوكم، هل كان ذلك؟ قالوا: هذه آية. قال ومررت على عير بني فلان، في وادي كذا وكذا، في ساعة كذا وكذا من الليل، ومعي جبريل وميكائيل- عليهما السلام- فنفرت منا إبلهم فوقعت ناقة حمراء فانكسرت فهم يجبرونها، فاسألوهم إذا أتوكم. هل كان ذلك؟ قالوا: نعم، هذه آية. قال رجل منهم [٢١٢ ب] :

فأين تركت عيرنا؟ قال: تركتها بالتنعيم قبيل «٣» ، قال: فإن كنت صادقا فهي


(١) فى أ، ل: أمعاهما.
(٢) فى ل: سيب.
(٣) فى أ: قبل، وفى ل: قبيل. [وقيل] خلاف بعد ظرف مبهم لا يفهم معناه إلا بالإضافة لفظا أو تقديرا. المصباح.

<<  <  ج: ص:  >  >>