للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ يعني جانبا منها أَوْ يَأْتِيَهُمُ غير الخسف الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ- ٤٥- يعني لا يعلمون أنه يأتيهم منه أَوْ يَأْخُذَهُمْ العذاب فِي تَقَلُّبِهِمْ في الليل والنهار فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ- ٤٦- يعني سابقي الله- عز وجل- بأعمالهم الخبيثة حتى يجزيهم بها أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ يقول يأخذ أهل هذه القرية بالعذاب ويترك الأخرى قريبا منها لكي يخافوا فيعتبروا، يخوفهم بمثل ذلك فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ يعني يرق لهم رَحِيمٌ- ٤٧- بهم حين لا يعجل عليهم بالعقوبة، ثم وعظ [٢٠٤ أ] كفار مكة ليعتبروا فى صنعه، فقال سبحانه: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ فى الأرض يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً وذلك أن الشجر، والبنيان، والجبال، والدواب، وكل شيء، إذا طلعت عليه الشمس يتحول ظل كل شيء عن اليمين قبل المغرب، فذلك قوله سبحانه: «يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ» يعني يتحول الظل فإذا زالت الشمس، تحول الظل عن الشمال قبل المشرق كسجود كل شيء في الأرض لله- تعالى- ظله فى النهار سجدا اللَّهُ يقول وَهُمْ داخِرُونَ- ٤٨- يعني صاغرون وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ من الملائكة وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ أيضا يسجدون.

«قال: قال مُقَاتِلُ- رحمه الله-: إذا قال: «ما فِي السَّماواتِ» يعنى من لملائكة وغيرهم وكل شيء في السماء، والأرض «١» ، والجبال، والأشجار، وكل شيء في الأرض. وإذا قال: «من في السموات» يعني كل ذي روح من


(١) هكذا فى أ، والقول كله ليس فى ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>