للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني من الأصل فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ يعني فوقع عليهم البناء الأعلى من فوق رءوسهم [٢٠٢ ب] وَأَتاهُمُ يعني وجاءهم الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ- ٢٦- من بعد ذلك وبعد ما اتخذ النسور وهي الصيحة من جبريل- عليه السّلام- ثم رجع إلى الخراصين في التقديم، فقال سبحانه:

ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ يعني يعذبهم كقوله سبحانه: يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ «١» يعني لا يعذب الله النبي والمؤمنين وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ يعني تحاجون فيهم قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وهم الحفظة من الملائكة إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ يعني الهوان وَالسُّوءَ يعني العذاب عَلَى الْكافِرِينَ- ٢٧- ثم نعتهم فقال: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ

يعني ملك الموت وأعوانه ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ وهم ستة، ثلاثة يلون أرواح المؤمنين، وثلاثة يلون أرواح الكافرين فَأَلْقَوُا السَّلَمَ يعني الخضوع والاستسلام، ثم قالوا: ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ يعني من شرك لقولهم في الأنعام: وَاللَّهِ رَبِّنا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ «٢» فكذبهم الله- عز وجل-، فردت «٣» عليهم خزنة جهنم من الملائكة فقالوا: بَلى قد عملتم السوء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ- ٢٨- يعني بما كنتم مشركين، قالت الخزنة لهم:

فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها من الموت فَلَبِئْسَ مَثْوَى يعني مأوى الْمُتَكَبِّرِينَ- ٢٩- عن التوحيد فأخبر الله عنهم في الدنيا، وأخبر بمصيرهم فى الآخرة، ثم قال تعالى: وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا يعني الذين عبدوا ربهم


(١) سورة التحريم: ٨.
(٢) سورة الأنعام: ٢٣.
(٣) فى أ، ل: فرد.

<<  <  ج: ص:  >  >>