ربهم فى نعمه فيوحدونه، ثم دلهم على نفسه [١٣١ أ]- تعالى- بصنعه ليوحد فقال: ذلِكُمُ اللَّهُ الذي جعل الليل والنهار هو رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ثم وحد نفسه فقال: لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ- ٦٢- يقول من أين تكذبون بأنه ليس بواحد لا شريك له؟ كَذلِكَ يُؤْفَكُ يعني هكذا يكذب بالتوحيد الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يعني آيات القرآن يَجْحَدُونَ- ٦٣- اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ في الأرحام يعني خلقكم فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ولم يخلقكم على خلقة الدواب والطير وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ يعني من غير رزق الدواب والطير، ثم دل على نفسه فقال: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ الذي خلق الأرض والسماء وأحسن الخلق ورزق الطيبات فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ
- ٦٤- هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ثم أمره بتوحيده فقال- تعالى-: فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ يعني موحدين لَهُ الدِّينَ يعني له التوحيد الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ- ٦٥- قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وذلك أن كفار مكة من قريش قالوا للنبي- صلى الله عليه وسلم-: ما يحملك على هذا الذي أتيتنا به ألا تنظر إلى مَلَّة أبيك عبد الله، وجدك عبد المطلب، وإلى سادة قومك يعبدون اللات والعزى ومناة فتأخذ به فما يحملك عَلَى ذَلِكَ إلا الحاجة فنحن نجمع لك من أموالنا، فأمروه بترك عبادة الله- تعالى- فأنزل الله «قل» يا محمد لكفار مكة «إنى نهبت أن أعبد الَّذِينَ تَدْعُونَ» يعني تعبدون «مِنْ دُونِ اللَّهِ» من الآلهة لَمَّا جاءَنِي يعني حين جاءني الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ يعني أخلص التوحيد لِرَبِّ الْعالَمِينَ- ٦٦- هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ وذلك أن كفار مكة كذبوا بالبعث