للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْخَبِيثُونَ من الرجال والنساء لِلْخَبِيثاتِ يعني السيئ من الكلام لأنه يليق بهم الكلام السيئ «١» .

ثم قال- سبحانه-: وَالطَّيِّباتُ يعني الحسن من الكلام لِلطَّيِّبِينَ من الرجال والنساء يعني- عز وجل- الذين ظنوا بالمؤمنين والمؤمنات خيرا وَالطَّيِّبُونَ من الرجال والنساء لِلطَّيِّباتِ يعني الحسن من الكلام لأنه يليق بهم الكلام الحسن، ثم قال- تعالى-: أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ يعني مما يقول هؤلاء القاذفون الذين قذفوا عائشة- رضى الله عنها- هم مبرأون من الخبيثات من الكلام لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم وَرِزْقٌ كَرِيمٌ- ٢٦- يعني رزقا حسنا فى الجنة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا يعنى حتى تستأذنوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها فيها تقديم فابدءوا بالسلام قبل الاستئذان وذلك أنهم كانوا في الجاهلية يقول بعضهم لبعض حييت صباحا ومساء فهذه كانت تحية القوم بينهم حتى نزلت هذه الآية، ثم قال:


(١) وفى الجلالين: «الخبيثات» من النساء ومن الكلمات «للخبيثين» من الناس «والخبيثون» من الناس «للخبيثات» مما ذكر.
وفى البيضاوي: «الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ، وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ للطيبات» أى الخبائث يتزوجن الخبائث وبالعكس وكذلك أهل الطيب فيكون كالدليل على قوله «أولئك» يعنى أهل بيت النبي- صلى الله عليه وسلم- أو الرسول وعائشة وصفوان «مبرءون مما يقولون» إذ لو صدق لم تكن زوجته ولم يقرر عليها وقيل الخبيثات والطيبات من الأقوال والإشارة إلى الطيبين والضمير فى «يقولون» للآفكين مما يقولون فيهم أو للخبيثات أى مبرءون من أن يقولوا مثل قولهم.
«لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ» يعنى الجنة ولقد برأ الله أربعة بأربع، برأ يوسف- عليه السلام- بشاهد من أهلها، وموسى- عليه السلام- من قول اليهود فيه بالحجر الذي ذهب بثوبه، ومريم بإنطاق ولدها، وعائشة- رضى الله عنها- بهذه الآيات مع هذه المبالغات، وما ذلك إلا لإظهار منصب الرسول- صلى الله عليه وسلم- وإعلاء منزلته.

<<  <  ج: ص:  >  >>