كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار

أوليس إنَّما هُم أولادُ المُشرِكِينَ؟ فقال رسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أوَليس خِيارُكُم أولادَ المُشرِكِينَ؟ إنَّهُ ليس من مَولُودٍ إلّا وهُو يُولَدُ على الفِطرةِ، فيُعبِّرُ عنهُ لسانُهُ، ويُهوِّدُهُ أبواهُ، أو يُنصِّرانِهِ".

ورَوَى هذا الحديث عنِ الحسنِ جَماعةٌ، منهُم: بكرٌ المُزَنيُّ (١)، والعلاءُ (٢) بن زِيادٍ (٣)، والسَّرِيُّ بن يحيى (٤).

وقد رُوِي عنِ الأحنفِ، عنِ الأسودِ بنِ سَرِيعٌ، وهُو حديثٌ بصرِيٌّ صحِيحٌ.

ورَوى عوفٌ الأعرابِيُّ، عن أبي رَجاءٍ العُطارِدِيِّ، عن سَمُرةَ بنِ جُندبٍ، عنِ النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "كلُّ مَولُودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ"، فناداهُ النّاسُ: يا رسُولَ اللَّه، وأولادُ المُشرِكِينَ؟ قال: "وأولادُ المُشرِكِينَ" (٥).

(١) أخرجه الخلال في السنة (٨٨٣) من طريق بكر، به.
(٢) في مصدري التخريج: "المعلى بن زياد". وكلاهما يروي عن الحسن. انظر: تهذيب الكمال ٢٢/ ٤٩٧، و ٢٨/ ٢٨٧.
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير ١/ ٢٨٥ (٨٣٤)، وفي الأوسط ٢/ ٢٨٠ (١٩٨٤) من طريق المعلى بن زياد، به.
(٤) أخرجه أحمد في مسنده ٢٦/ ٢٣١ (١٦٣٠٣)، وابن حبان ١/ ٣٤١ (١٣٢)، والطبراني في الكبير ١/ ٢٨٣ (٨٢٧). من طريق السري بن يحيى، به. وأخرجه عبد الرزاق في المصنَّف (٩٣٨٦)، وأحمد أيضًا ٢٤/ ٣٥٤ (١٥٥٨٨)، والنسائي في السنن الكبرى ٨/ ٢٣ (٨٥٦٢)، والطبراني في الكبير ١/ ٢٨٣ - ٢٨٥ (٨٢٨ - ٨٣٥)، والحاكم في المستدرك ٢/ ١٢٣، والبيهقي في الكبرى ٩/ ٣٠، من طرق عن الحسن، به، وإسناده ضعيف من هذا الوجه لأن الحسن لم يسمع من الأسود بن سريع، كما قال الإمام علي ابن المديني. المراسيل لابن أبي حاتم (١٢٧). وانظر: المسند الجامع ١/ ١٥٧ (١٨٠).
(٥) أخرجه أحمد في مسنده ٣٣/ ٢٨٤ - ٢٨٨ (٢٠٠٩٤)، والبخاري (٧٠٤٧)، وابن حبان ٢/ ٤٢٧ - ٧٣١ (٦٥٥)، والطبراني في الكبير ٧/ ٢٨٦ - ٢٨٧ (٦٩٨٤) مطولًا، بحديث الرؤية.