للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى تَغيبَ الشمسُ، فإنّها تغرُبُ بين قرْنَي الشيطان، وهي ساعةُ صلاةِ الكُفّار". فقلتُ: يا رسولَ الله، هذا في هذا، فكيف في الوُضوء؟ قال: "أمّا الوُضوءُ، فإنّك إذا توَضَّأتَ". . . وذكَر الحديث (١).

أخبرنا أبو محمدٍ (٢) عبدُ الله بن محمدِ بن عبد المؤمن، قال: حدَّثنا محمدُ بن بكرِ بن محمدِ بن عبد الرزاقِ البَصْريُّ، قال: حدَّثنا أبو داودَ السِّجسْتانيُّ، قال (٣): حدَّثنا إبراهيمُ بن خالدٍ الكَلْبيُّ، قال: حدَّثنا يَزيدُ بن هارونَ، قال: أخبرنا حريزُ بن عثمانَ، قال: حدَّثنا سُليمُ بن عامرٍ، عن أبي أمامةَ، عن عمرو بن عَبَسَةَ، قال: أتَيْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بعُكاظٍ، قلتُ: من معكَ على هذا الأمر؟ قال: "حُرٌّ وعبدٌ". ومعه أبو بكرٍ وبلالٌ، ثم قال: "فارْجِعْ حتى يُمكِّنَ اللهُ لرسولِه". قال: فأتَيْتُه بعدُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، جعلَني اللهُ فِداكَ، شيئًا تَعْلَمُه وأجْهَلُه، لا يَضُرُّكَ وَينْفعُني اللهُ به؛ هل من ساعةٍ أفضلُ من ساعةٍ؟ وهل من ساعةٍ لا يُصلَّى فيها؟ قال: "لقد سألْتني عن شيءٍ ما سَألَني عنه أحدٌ، إنّ اللهَ تباركَ وتعالى يتَدَلَّى (٤) في جوفِ الليل فيَغفرُ، إلَّا ما كان من الشِّرك والبَغْي، والصلاةُ مشهودةٌ، فصَلِّ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، فإذا طَلَعَتْ فأقْصِرْ، فإنّها تَطْلُعُ على قَرْنِ شيطانٍ، وهي صلاةُ الكفار، حتى تَرتفعَ، فإذا استقَلَّتِ الشمسُ فصَلِّ، فإنّ الصلاةَ مشهودةٌ محضورةٌ، حتى يعتَدِلَ النهارُ، فإذا اعتَدَل النهارُ فأقْصِرْ عن الصلاةِ، فإنّها ساعةٌ


(١) حديث صحيح، أخرجه من طريق عبد الله بن صالح بهذا الإسناد: ابنُ المنذر في الأوسط ٤/ ٩٧ (١٨٣٢)، والطبراني في مسند الشاميين ٣/ ١٤٨ (١٩٦٩)، وهو عند النسائي (٥٧٢)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار ١٠/ ١٣٢ (٣٩٧١) من طريق معاوية بن صالح الحمصي.
وأخرجه مسلم (٨٣٢)، وأبو داود (١٢٧٧) من طريقين عن أبي أمامة.
(٢) في ق: "أبو عبد الله"، خطأ بيّن.
(٣) هذا ليس في سننه.
(٤) في ق: "ينزل"، والمثبت من ك ٢، وهو الذي في مسند أحمد وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>