للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد امتُحِن وأُوذي مرات، وحُبس مع الشيخِ تقي الدين في المرة الأخيرة منفردًا عنه، ولم يُفرَج عنه إلا بعد موت الشيخ، وكان مدةَ حبسه مشتغلًا بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكّر، ففُتح عليه من ذلك خيرٌ كثير، وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف، والدخول في غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بذلك، وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة.

قال: ولازمتُ مجالسه قبل موته سنة، وسمعتُ عليه «قصيدته النونية» الطويلة في السُّنة، وأشياء من تصانيفه، وغيرها، وأخذ عنه العلمَ خلقٌ كثير من حياة شيخه وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاء يعظمونه، ويتتلمذون له؛ كابن عبد الهادي، وغيره.

قال القاضي برهان الدين الزُّرَعي: ما تحتَ أديم السماء أوسعُ علمًا منه.

صنف في أنواع العلم، وكان شديد المحبة للعلم، وكتابته ومطالعته وتصنيفه، واقتناء كتبه، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره.

ثم ذكر تصانيفه زيادة على ثلاثين كتابًا، منها: «شرح منازل السائرين»، وكتاب «زاد المعاد»، وكتاب «أعلام الموقعين عن رب العالمين»، وكتاب «حادي الأرواح»، وكتاب «مفتاح دار السعادة» وكتاب «تفضيل مكة على المدينة»، وكتاب «الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم»، وكتاب «رفع اليدين في الصلاة»، وكتاب «نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول».

<<  <   >  >>