الزاوية التي ينظر منها كل واحد منهم، ولكن هناك أداة كثيرًا ما إتفق عليها النقاد، وارتضوها أداة صالحة للحكم على أي كتاب، وتحديد قيمته ومكانته بين الكتب الأخرى. وهذه الأداة هي مدى تأثير هذا الكتاب أو ذاك في الكتب والمؤلفات اللاحقة له.
وإذا أردنا أن ننظر إلى كتاب "المقاصد الحسنة" من هذا البعد، فإنه ولا شك سيكون في صالحه تمامًا.
فقد أعجب المختصون بعلم الحديث والعلوم الإسلامية بصفة عامة بهذا الكتاب، وأخذوا يدرسونه ويتدارسونه، ولم يقف الحد على الدراسة والتدريس، بل استفاد منه المصنفون في مصنفاتهم، وشرع غير واحد في تلخيصه واختصاره.
ومن الذين لخصوه واستفادوا منه: تلميذه ابن الديبع (ت ٩٤٤)؛ حيث لخصه وزاد عليه في كتابه "تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث".
كما لخصه الهادي ابن الوزير في كتاب "تحرير المقاصد الحسنة في تخريج الأحاديث الدائرة على الألسنة".
واختصره أيضًا الشيخ الزرقاني (ت ١١٢٢) في كتاب سماه "مختصر المقاصد الحسنة".
ومن أوسع الكتب التي ألفت في هذا الفن وتأثرت بكتاب المقاصد كتاب "كشف الخفاء ومزيل الألباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس" من تصنيف إسماعيل العجلوني (ت ١١٦٢)؛ حيث إنه قد اختصره وضم إليه مما في كتب الأئمة المعتبرين.