ورواه الرامهرمزي في الأمثال من جهة أبي بكر ابن أبي شيبة، حدثنا عبد الرحمن عن عبد اللَّه بن سعيد عن أبيه، عن رجل من أسلم يقال له ابن الأدرع رفعه: تمعددوا، واخشوشنوا، وامشوا حفاة، فهذا ما فيه من اختلاف، ومداره على عبد اللَّه بن سعيد، وهو ضعيف، ولأبي عبيد في الغريب، حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي العدبس الأسدي، عن عمر أنه قال: اخشوشنوا، وتمعددوا واجعلوا الرأس رأسين، ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق أبي عثمان، قال: أتانا كتاب عمر فذكر قصة فيها هذا، وقد بينته في: الرمي بالسهام، وفيه: وإياكم وزي الأعاجم، وقوله: تمعددوا، أي اتبعوا معد بن عدنان في الفصاحة، وقيل: تشبهوا بعيشه من الغلظ والقشف، فكونوا مثله، ودعوا التنعم وزي العجم، ويشهد له قوله في الحديث الآخر: عليكم باللبسة المعدية، أي بخشونة اللباس، ويقال تمعدد الغلام إذا شبَّ وغلظ، وقال الرامهرمزي: المعنى: اقتدوا بمعد بن عدنان، والبسوا الخشن من الثياب، وامشوا حفاةً، فهو حث على التواضع، ونهي عن الإفراط في الترفه والتنعم، ومن شواهده ما رواه أحمد وأبو نُعيم عن معاذ رفعه: إياك والتنعم، فإن عباد اللَّه ليسوا بالمتنعمين. بل عند الدارقطني في السنن من حديث سليمان بن عيسى السجزي، عن الثوري عن الليث عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا: إذا سارعتم إلى الخيرات فامشوا حفاة.
٣٤٩ - حَدِيث: تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ شَطْرَ دَهْرِهَا لا تُصَلِّي،