ورحمة لله، فهذا ما علمته الآن في معناه، ومما قيل فيه أيضا التحتم بمعنى عدم إجزاء غيره، وأما لفظه فجزم بالجيم والزاي المعجمتين، بل قيده بعضهم بالحاء المهملة، والذال المعجمة ومعناه سريع، فالحذم السرعة، ومنه قول عمر: إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحذم. أي أسرع، حكاه ابن سيد الناس، وكذا السروجي المحدث من الحنفية قال: والحذم في اللسان السرعة، ومنه قيل للأرنب حذمة انتهى، وحديث: حذف السلام سنة، أخرجه أبو داود والترمذي، وابن خزيمة والحاكم في صحيحهما من رواية قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي هريرة، قال: حذف السلام سنة، رفعه أبو داود وابن خزيمة والحاكم مع حكايتهما الوقف أيضا، ووقفه الترمذي، وقال: إنه حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ونقل أبو داود عن الفريابي، قال. نهاني أحمد عن رفعه، وعن عيسى بن يونس الرملي قال: نهاني ابن المبارك عن رفعه، والمعنى أنهما نهيا أن يعزى هذا القول إلى النبي ﷺ، وإلا فقول الصحابي: السنة كذا، له حكم المرفوع على الصحيح، على أن البيهقي قال: كأن وقفه تقصير من بعض الرواة، وصحح الدارقطني في العلل في حديث الفريابي وقفه، وأما أبو الحسن ابن القطان فقال: إنه لا يصح مرفوعا ولا موقوفا.