والثاني: أَنَّهُ قَالَ: " يقعده معه " ولفظة " مع " فِي اللغة للمقاربة.
الثالث: أَنَّهُ لَمْ يزل ناصرا لَهُ ومعينا ورافعا، فوجب حمل هَذِهِ الفضيلة عَلَى فائدة مجددة تختص بذلك اليوم. الرابع: أن هَذَا يسقط فائدة التخصيص بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنَّهُ قد نصر مُوسَى ورفعه وغيره من الأنبياء، فأما قوله:{لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} وقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} فإن المراد بذلك النصرة، لأَنَّ هناك دلالة حال، وَهُوَ طلب المشركين وخوفهم منهم فبين أنني ناصر لكم عليهم وَهَذَا معدوم ها هنا.
فإن قِيلَ: أليس قد حكى أَبُو محمد بْن بشار، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن أحمد، عَن أبيه أَنَّهُ كان يعرض عَلَيْهِ الحديث فيقول فِيهِ: هَذَا رَوَاهُ كذا وكذا رجل يسميهم، فإذا عرض عَلَيْهِ حديث ضعيف قَالَ لَهُ: اضرب عَلَيْهِ، فعرض عَلَيْهِ حديث مجاهد