للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: المراد من الآيات: التوراة مع ما فيها من الشرائع والأحكام.

وقيل: المراد بها الآيات التسع البينات وهي المعجزات، وهي العصا، واليد، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، ونقص من الثمرات والأنفس. ومنهم من أبدل بنقص الثمرات والأنفس إضلال الجبل، وفلق البحر.

وفي هذه الآيات سلطان مبين لموسى على صدق نبوته.

{فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ} أي تبع الملأ منهج فرعون ومسلكه وطريقته في الغيّ والضلال، من الكفر بموسى، وظلم بني إسرائيل بتقتيل أبنائهم واستحياء نسائهم. وإنما خصّ الملأ بالذكر؛ لأنهم القادة والرؤساء المستشارون والمنفذون وغيرهم تبع لهم.

{وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} أي وما شأنه وتصرفه ومنهجه بصالح معقول، فليس فيه رشد ولا هدى، وإنما هو جهل وضلال، وكفر وعناد، وظلم وفساد وجزاؤهم في الآخرة: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، فَأَوْرَدَهُمُ النّارَ} أي يتقدم فرعون كبير قومه وقائدهم إلى نار جهنم يوم القيامة، فيدخلهم فيها؛ لأنه كما اتبعوه في الدنيا وكان مقدمهم ورئيسهم، كذلك هو يقدم يوم القيامة إلى النار، فأوردهم إياها، وله فيها الحظ‍ الأوفر من العذاب الأكبر، كما قال تعالى:

{فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ، فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً} [المزمل ١٦/ ٧٣] وكذلك شأن المتبوعين يكونون موفرين في العذاب يوم القيامة، كما قال تعالى: {لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف ٣٨/ ٧] وأخبر تعالى عن الكفرة أنهم يقولون في النار: {رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} [الأحزاب ٦٨/ ٣٣]

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «امرؤ القيس حامل لواء شعراء الجاهلية إلى النار».

وورد في القرآن أن آل فرعون يعرضون على النار منذ ماتوا صباحا ومساء

<<  <  ج: ص:  >  >>