للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي وسَّع الله عليه في الرزق وقصر الإنفاق على زوجته.

نقول لقد ذمّ الله البخل والشح فقال تعالى: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر:٩، التغابن:١٦

عَنْ أَبِي الْهَيَّاج الْأَسَدِيّ، قَالَ: (كُنْت أَطُوف بِالْبَيْتِ، فَرَأَيْت رَجُلًا يَقُول: اللَّهُمَّ قِنِي شُحّ نَفْسِي، لَا يَزِيد عَلَى ذَلِكَ، فَقُلْت لَهُ، فَقَالَ إِنِّي إِذَا وُقِيَتْ شُحّ نَفْسِي لَمْ أَسْرِق، وَلَمْ أَزْنِ، وَلَمْ أَفْعَل شَيْئًا، وَإِذَا الرَّجُل عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف) (١) .

يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (٢) رحمه الله: (ومجيء الحس على القرض الحسن هنا بعد قضية الزوجية والأولاد وتوقي الشح يشعر بأن الإنفاق على الأولاد والزوجة إنما هو من باب القرض الحسن مع الله كما في قوله تعالى: {يَسْألُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالاٌّقْرَبِينَ} البقرة:٢١٥ وأقرب الأقربين بعد الوالدين هم


(١) الطبري ٢٦٢٤٨، وابن عساكر ٣٥/٢٩٤
(٢) أضواء البيان في تفسير الآية ١٧ من سورة التغابن

<<  <   >  >>