للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذلك الحين والإمبراطورية الساسانية "الفارسية" تسير قدمًا نحو مصيرها النهائي المحتوم إلى الدمار"١.

لقد انتهت هزائم الروم أمام الفرس وبدأ انتصارهم ولم يمض على نزول آية النبوءة بضع سنين -وهو العدد أقل من عشرة- واستمر الموقف كذلك حتى استرد الروم كل ما فقدوه.

لقد كانت هذه الآية برهانًا لمن هو في ريب من القرآن على صدق تنزيله، فمن المحال على بشر عاقل أن يربط مصير دعوته بصراع متقلب الأحداث والمفاجآت كصراع الروم والفرس، فما كانت هذه النبوءة إلا تنزيلًا ممن {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الزمر: ٦٣] .

أما بعد ...

إن أمر الغيب كان -ولا يزال- من أخطر ما يحدد حقيقة التنزيل في الكتب المقدسة ولقد كان من جراء فشل بعض التنبؤات المنسوبة للمسيح أن نسب جماعة من علماء المسيحية الخطأ إليه، وكان الأحرى بهم أن ينسبوه إلى كتبة الأناجيل.

ذلك أن الأناجيل تتنبأ بنهاية العالم وعودة المسيح ثانية إلى الأرض في القرن الأول من الميلاد.

"ورغم أن إنجيل متى هو أحد كتب العهد الجديد الذي ذكر بوضوح حدوث النهاية السريعة للعالم فإننا في الواقع نجد أن أغلب كتاب العهد الجديد قد عبروا عن هذه العقيدة.

وفي اعتقاد كثير من العلماء أن يسوع نفسه كان يتطلع إلى عودته سريعًا إلى الأرض بعد وفاته في مجد وبهاء"٢.


١ موسوعة تاريخ العالم: جزء ٢٠- ص٤٧٨.
٢ المسيح في مصادر العقائد المسيحية: ص٢٣.

<<  <   >  >>