للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بسبب ضم كلمتين عبريتين كان يجب فصلهما. وعلى هذا الأساس تكون قراءة النص بعد معالجته كالآتي:

"هل تركض الخيل على الصخر أو تحرث الثيران في البحر"١.

ليس عجيبًا إذن، أن تتحول كلمة: أحمد، أو رجل الحمد، إلى: المعزي -إذا افترضنا حسن النية- بسبب سوء استنساخ الكلمة اليونانية الأصلية.

"جـ" المسيح وأسماء الناس:

تبين الأناجيل أن المسيح اعتاد أن يطلق اسمًا آخر على بعض أحبابه، يرى فيه دلالة صادقة تميز شخصية كل منهم. فلقد فعل ذلك مع بعض تلاميذه الاثنى عشر: إذ "جعل لسمعان اسم بطرس، ويعقوب ابن زبدى ويوحنا أخا يعقوب وجعل لهما اسم: بوانرجس، أي ابني الرعد" "مرقس ٣: ١٦-١٧".

ومن هنا كان إطلاق المسيح اسم: أحمد -بصيغة أفعل التفضيل هذه- على محمد رسول الله، الآتي إلى الناس من بعده، متفقًا تمامًا وما عرف عنه. وهو برهان واضح، يضاف إلى البراهين الأخرى، التي تؤكد انطباق النبوة التي نطق بها المسيح في إنجيل يوحنا على محمد الرسول روح الحق، إذ تقول إنه "لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به".

لقد عرف بين الناس، قبل النبوة، باسم: محمد، وعرف بينهم بعد النبوة، باسم: محمد، وذكره القرآن بهذا الاسم أربع مرات. وعلى هذا فإن المنطق البسيط يقول إنه لو كان القرآن من عند محمد لكان أولى به أن يذكر في تبشير المسيح به -الذي ذكره القرآن- اسم: محمد، وليس اسم: أحمد.


١ المرجع السابق ص٦٢٢.

<<  <   >  >>