للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويقر بعالمية الدين الإسلامي وإنسانيته المستشرق توماس أرنولد، فيرى: "أنَّ في هذه اللحظات التي تطرق فيها الضعف السياسي إلى قوة الإسلام، ترى أنه حقق بعض غزواته الروحية الرائعة، فالأتراك السلاجقة والمغول كانوا فاتحين غالبين، ومع ذلك اعتنقوا ديانة المغلوبين، وهو دين الإسلام"١.

وأحمد العسيري في شعره الإسلامي خرج به إلى تلك الآفاق الإنسانية، التي دعا من أجلها الإسلام، وهذا الجانب الإنساني العالمي لاقى هوى من نفسه، التي تلهث بالآهات والأحزان والآلام من كيد الظالمين المعتدين، الذين اعتدوا على كرامة الإنسان وحقه وحريته في أي موقع من أرجاء المعمورة، يصور مشاعره هذه في قصيدة "الدنيا ص٣٥-٣٦"، وقصيدة "يا عالمي ص٣٧، ٣٩"، وقصيدة "العاصفة ص٤٩، ٥٢"، وقصيدة "حديث مع الزهرة ص٦٤، ٦٧"، وقصيدة "إنسانية ص٧٢، ٧٨"، وقصيدة "إلى أعدائي ص٨٦، ٩٢"، وقصيدة "نكسة أخرى ص٤٧، ٤٨" بمناسبة نكسة حزيران المشئومة.

والعسيري يصرح في وجه العالم بقصيدته "يا عالمي"، ويقول مقدمًا لها: "في الهند مجاعة، وفي فيتنام النار، وفي فلسطين الطغيان، وفي نيجيريا الانقسام، وفي اليمن مجازر، وفي كل ركن من أركان الدنيا جائعة، وينفث آهاته وأحزانه على ظلم الظالم للإنسان، فيقول في هذه القصيدة:

يا عالمي إني هنا أبكي المصير ... ألا ترون

دمعًا مراقًا ثم جوع والفقير ... أو ترحمون

فقر طغى- ظلم- وحرب- وشرر ... أو تنكرون

في كل أرض صرخة هل من مجير ... لم تضحكون؟

عقائد قد ألهبت هذا السعير ... فستندمون


١ الدعوة إلى الإسلام: توماس أرنولد ص٢٦ النهضة المصرية ١٩٥٧م.

<<  <   >  >>