للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي عالمه الإسلامي الحديث يذكر ما وقع للمسلمين في جميع العالم من بلاء وحرب من أعداء الإسلام، فيذكر غزو باكستان وزنجبار والفلبين والقدس وغيرها، يقول في قصيدته "في مشاعر الحج":

قد اجتاح "باكستان" غزو مدمر ... يسانده الإلحاد والشرك والكفر

وقد روعت في "زنجبار" ضمائر ... وأزهقت واستفحل القهر

وعاثت على أرض "الفلبين" عصبة ... فلم يبق للإسلام في أرضها أمر

وظن الورى في مجلس الأمن نجدة ... فلم يغن منه لا هراء ولا هذر

وإذا ما اعتلت في الصين صيحة مسلم ... تجاوب في أم القرى البيت والحجر

ودوت أرجاء الرباط استجابة ... وهبت لها بغداد وانتفضت مصر١

رابعًا: الخيال

وخيال الشاعر يمضي فيه على نسق عمود الشعر العربي في معظم صوره من تشبيه واستعارة وكناية، وغيرها من وسائل التصوير الأدبي، مثل قوله:

لنا إخوة في الدين عاث بها الضنى ... تمد عنان الصوت من ذا تجاوبه

فيا قادة الإسلام لموا جراحها ... وكونوا لها ردءًا تهاب جوانبه

ويا فيصل الإسلام أحكم شباكها ... وجرد لها غصبًا توقد لا هبه

فمن لازم الإقدام في ساحة الوغى ... تناهت إلى المجد الرفيع تجاربه

فالاستعارات والكنايات هنا قديمة على النمط الذي جاء في الشعر العربي القديم، وهذا على سبيل المثال، ولنرجع إلى ما ذكرناه من شعر لتجد الصور موصولة بمنبعها الأصيل من الخيال العمودي.

وإذا نشط الخيال حينًا عند زاهر، منح بعض الصور الجزئية الأدبية من شعره ثوبًا جديدًا، وبعث فيها روح عصره الجديد، فتتماوج فيها ألوان من النشاط الإنساني الحي، وترقرقت في جوانبها ظلال من الثقافات المعاصرة، وانسابت في مجاليها روافد العصر ومقتضياته، وتسطرت على صفحاتها الثقافة الجديدة، ونبضت شرايينها بما يموج في الحياة من التقدم العلمي والحضاري، وذلك مثل بعض الصور التي جاءت في قصيدته "مراقي الفضاء" منها٢:


١ على درب الجهاد: ١٥٠.
٢ الألمعيات: ١٧/ ١٩.

<<  <   >  >>