للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكان أحيانًا يرمز بليلاه عن "الوحدة العربية الإسلامية" التي ينشدها في شعره، كما في قصيدة "عودي إلى درب الجهاد"، وذلك في غزل عفٍّ طاهر، يشتمل في المطلع على سبعة عشر بيتًا، ينتقل بعدها إلى الغرض، وهو حثّ المسلمين على الجهاد في سبيل "المسجد الأقصى"، وصرفهم عن التناحر بين الأحزاب المعاصرة، من يمينية ويسارية ورجعية، وفي النهاية يعود إلى الحث على الجهاد في آخر القصيدة كما بدأ١.

وكذلك في قصيدة "تحية المغرب العربي" بدأها الشاعر بمطلع غزلي عفيف في ثلاثة عشر بيتًا، ثم يتسلل إلى الإشادة بحضارة الإسلام والمسلمين في المغرب والأندلس وأمجادهم هناك٢، وهكذا في قصيدة "في رحاب البيت" يصور فيها الشاعر أثر الحج في النفوس أولًا، ثم يختمها بليلاه رمز الوحدة الإسلامية عند الشاعر في بيتين٣.

أما قصيدة "مشاعر الإلهام" فقد بدأها زاهر بالعزل الطاهر في تسعة عشر بيتًا، ثم أشاد بالرسالة المحمدية الخالدة في ثلاثة وعشرين بيتًا يعبِّر فيها عن مشاعره نحو الإسلام والمسلمين، وما يرجوه لهم من مجد، يمتد في أصالته إلى أمجاد المسلمين في القديم، يقول في المقدمة الغزلية٤:

طلعت فلاح اليمن في طلعاتها ... وبدا جمال الورد في وجناتها

وسرى النسيم على مشارف ثغرها ... تتضوع الأرجاء من نسماتها

ورنت بألحاظ الجفون نواعسًا ... تتراقص الأطياف في ومضاتها

وتبسمت عن ثغر حسن باسم ... فشقائق الأكمام من بسماتها

ونظرت -عف النفس- سحر جمالها ... ومصارع العشاق في لمحاتها

ومفاتن السحر الحلال تشدني ... شوقًا وما مست يدي حرماتها

فأطل ثم الحارسان وأشرعًا ... نحوي الأسنة من كمين كماتها

فأدرت في ذهني عجائب أمرها ... وخشيت هول السطو من طعناتها

فإذا هما فوق الترائب والحنا ... من قلبها الخفاق بعض سماتها

قالت: رويدك فالمراقي صعبة ... لا ترتقيها الطير في غدواتها

فأجبتها أوما علمت بأنني ... كالصقر يغزو الطير في وكناتها

قالت: معاذ الله أن تخشى الحمى ... وتبيح محل الدر من صدفاتها


١ على درب الجهاد: ٩/ ١٧.
٢ الديوان السابق: ١٠٧/ ١١٧.
٣ الديوان السابق: ١٩/ ٢٥.
٤ على درب الجهاد: ٢٧/ ٣٧.

<<  <   >  >>