وكان صدوقًا ثقة. وكان متواضعًا رحيمًا، يصلّي آناء اللّيل والنّهار.
حجَّ نَيِّفًا وعشرين حَجّة. ووقف الضّياع والحوانيت على الفقراء، وأنفق أموالًا لا تُحْصَى على وجوه البِرّ. وتُوُفّي في رمضان.
وفيها أغار الترك على همذان فصودر حتّى سلَّم إليهم جميع ما يملك، وبقي فقيرًا محتاجًا ذليلًا في الخانْقاه، ثمّ مات. وكان مولده في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه أبو بكر الخطيب، وغيره.
٢٧- محمد بن الفضل بن نظيف١.
أبو عبد الله المصريّ الفرّاء، مُسْنِد ديار مصر في زمانه.
سمع: أبا الفوارس أحمد بن محمد بن السَّنْديّ، والعبّاس بن محمد بن نصر الرّافقيّ، وأحمد بن الحسين بن إسحاق بن عُتْبة الرّازيّ، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الموت المكّيّ، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن عطيّة بن الحدّاد، وأحمد بن محمود الشَّمْعيّ، وعبد الله بن جعفر بن الورد البغداديّ، ومحمد بن عمر بن مسرور الحطّاب، وجماعة.
وتفرّد بالرّواية عن أكثر في الدّنيا.
روى عنه: أبو جعفر أحمد بن محمد بن مَتُّوَيْه كاكوا شيخ وجيه الشَّحّاميّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ، وأبو عبد الله الثَّقَفيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبو القاسم سعْد بن عليّ الزَّنْجانيّ، وأبو بكر البَيْهَقيّ محتجًّا به، وطائفة.
قال الحبّال: تُوُفّي في ربيع الآخر، ووُلِد في صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وقد وقع لي جزءان من حديثه، وحديثه في "الثّقَفيّات".
قال محمد بن طاهر: سمعتُ أبا إسحاق الحبّال يقول: كان أبو عبد الله بن نظيف يُصلّي بالنّاس في مسجد عبد الله سبعين سنة، وكان شافعيًّا يَقْنُتُ. فتقدَّم بعده رجلٌ مالكيٌّ، وجاء النّاسُ على عادتهم لصلاة الصُّبْح، فلم يَقْنُتُ، فتركوه وانصرفوا وقالوا: لا يُحسن يُصلّي.