للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُحَمَّد البافي الفقيه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إذا حضر القاضي أَبُو الفرج، فقد حضرت العلوم كلها.

قَالَ الخطيب: حَدّثَنِي أَبُو حامد الدلوي قَالَ: كَانَ أَبُو مُحَمَّد البافي يَقُولُ: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم النّاس، لوجب أن يُدْفَع إلى المُعَافَى بْن زكريّا.

قَالَ الخطيب: وسالت البَرْقَاني عَنِ المُعَافَى فَقَالَ: كَانَ أعلم النّاس، وكان ثقة، لم أسمع منه.

وزكريّا أَبُو حيّان التوحيدي قَالَ: رَأَيْت المُعَافَى بْن زكريّا قد نام مستدبر الشمس فِي جامع الرُّصَافة، فِي يوم شاتٍ، وبه من أثر الضُّرّ والفقر والبؤس أمر عظيم، مَعَ غزارة علمه.

وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحُمَيْدي: قرأت بخط المُعَافَى بْن زكريّا قَالَ: حججتُ، فكنت بمِنَى، فسمعت مناديا ينادي: يا أَبَا الفرج. فقلت: لعله يريدني، ثم نادى: يا أَبَا الفرج المُعَافَى. فَهَمَمْتُ أناجيه، ثم رجع فنادى: يا أَبَا الفرج المُعَافَى النَّهْرُوَاني، فقلت: ولم أشك أَنَّهُ يناديني، هأنذا، فما تريد؟ قَالَ: لعلّك من نَهْرُوان الشرق؟ قلت: نعم. قَالَ: نَحْنُ نريد نَهْرُوان الغرب، قَالَ: فعجبت من هذا الاتّفاق، وعلمت أنّ بالمغرب مكانًا يُسمى النهروان.

توفي المعافى بالنَهْرُوان فِي ذِي الحجَّة، وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة.

"حرف النون":

٤٠٦- ناجية بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن الكاتب١.

عَنِ: ابن الْأنباريّ، والمَحَامِلي، وجماعة. وعنه العتيقي، والتنوخي. وثقه الخطيب.

"حرف الواو":

٤٠٧- وَهْب بْن مُحَمَّد بْن محمود بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو الحزم القُرْطُبي٢.

سَمِعَ من: قاسم بْن أَصْبَغ، ووهب بْن مَسَرَّة، وكان حافظًا للرأي، مشاورًا في


١ تاريخ بغداد "١٣/ ٤٢٦"، والنجوم الزاهرة "٤/ ٢٠٢".
٢ تاريخ علماء الأندلس "٢/ ١٦٦".