للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمع: عبد الله بن عون الخزّاز، وطبقته.

وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وخيثمة، ومحمد بْن جَعْفَر المطيري.

تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.

٦٣٠- الموفَّق أبو أَحْمَد بْن المتوكّل على الله بْن المعتصم١.

اسمه محمد، وقِيلَ: طَلْحَةُ. ولي عهد أمير المؤمنين. والد المعتضد بالله. وأمّه أم ولد.

مولده سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. وعقد له أخوه المعتمد ولاية العهد بعد ابنه جَعْفَر، وذلك فِي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

وكان الموفَّق من أجَلّ الملوك رأيًا، وأشجعهم قلبًا، وأسمحهم نفْسًا، وأغزرهم عقلًا، وأجْوَدهم رأيًا. وكان محبَّبًا إِلَى النّاس، قد استولى على الأمور وانقادت له الجيوش، وحارب صاحب الزَّنج وظفر به وقتله.

وكان النّاس يلقّبونه: النّاصر لدين الله.

قَالَ الخُطَبيّ: لم يزل أمر أبي أحمد يقوى ويزيد حتّى صار صاحب الجيش، وكلّه تحت يده.

ولمّا غلب على الأمر حظر على المعتمد أَخِيهِ، واحتاط عليه وعلى ولده، وجمعهم فِي موضعٍ واحدٍ، ووكّل بهم. وأجرى الأمور مجاريها إِلَى أن تُوُفِّيَ لثمانٍ بقين من صفر سنة ثمانٍ وسبعين، وله تسعٌ وأربعون سنة.

وكانوا ينظرونه بأبي جَعْفَر المنصور فِي حزْمه ودهائه ورأيه، وكان قد غضب على ولده أبي الْعَبَّاس المعتضد وحبسه، ووكّل به إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل، فضيَّق عليه، فَلَمَّا احتضر أبو أحمد رضي الله عن ولده، وكان ولده من أُنْمُوذَجته، فألقى إليه مقاليد الأمور، فولّاه المعتمد ولاية العهد فِي الحال بعد ابنه المفوّض بن المعتمد، وخطب الخُطَب له ثُمَّ لولده المفوّض، ثمّ لأبي العبّاس المعتضد. وانتقم أبو الْعَبَّاس من ابنِ بُلْبُل وعذّبه حَتَّى مات. ثُمَّ بعد أيام خلع المفوَّض، وتفرَّد أبو العبّاس بالعهد.


١ السير "١٣/ ١٦٩، ١٧٠".