للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان إمامًا فقيهًا يفتي بالأثر. وله فضل وعبادة.

صحب ذا النّون المصريّ، أبا تراب النَّخشبيّ.

وسمع من: عليّ بن المدينيّ، وأبي داود، وجماعة.

وكان على غاية التّجريد. يأوي المساجد والصّحراء.

توفّي بالرملة بعد سنة سبعين.

قال أبو نعيم: له مصنّفات في معاني الصُّوفيّة.

وروى عنه أنّه قَالَ: مكثت عشرين سنة لا أسأل عن مسأله إلّا ومنازلتي فيها قبل قولي.

وقَالَ: لو صحّ الودّ لسقطت شروط الأدب.

وقد رَأَيْت له حكاية، وهي أنّه سافر على التّجريد، فوقع في تيه بني إسرائيل، وصحب لهما حالٌ من أحوال الرُّهبان المتولّدة من الجوع والوَحْدة.

قَالَ: فكان يبيع لهما الماء ويُحضر لهما الطعام إذا جاعا.

فقالا له بعد ليلتين: يا مُسْلِم هَذِهِ نَوْبتُك.

قَالَ: فدخل بعضي فِي بعض، فقلت: اللَّهمّ إنّي أعلم أنّ ذنوبي لم تَدَع لي عندك جاهًا. ولكنْ أسألك أن لا تفضحني عندهما، ولا تُشمّتهما بنبيّنا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبأمَّته.

قَالَ: فإذا بعينٍ خرّارة وطعام كثير. وذكر قصة إسلامهما على يده.

وقَالَ أبو نُعَيْم: روى عَنْهُ أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وأبو عَمْرو بْن حكيم، وأبو مَسْعُود محمد بن إِبْرَاهِيم بْن المنذر، فإنْ كان هُوَ هُوَ فقد تأخر إِلَى حدود الثمانين ومائتين.

٦٠٨- محمد بْن يوسف بْن مطروح

الفقيه أبو عبد الله البكرّي بْن وائل، الأندلسيّ القُرْطُبيّ١.

عن: الغاز بْن قَيْس، وعيسى بْن دينار، وأصْبغ بْن الفَرَج، ومطرِّف بن عبد الله، وسحنون القيروانيّ.


١ جذوة المقتبس "١٥٨".