للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحارث بن الخزرج بْن عَمْرو بْن مالك بْن الأوس؛ أخي الخزرج؛ وهما ابنا حارثة بن عَمْرو؛ ويُدعى حارثة العنقاء؛ وإليه جماع الأوس والخزرج أَنْصَارَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وُيكنى سعد أبا عَمْرو، وأمّه المذكورة كَبْشة بنت رافع الأنصارية، من المُبايعات, أسلم هو وأسيد بن الحُضَير عَلَى يد مُصْعب بن عُمَيْر, وكان مُصْعب قَدِم المدينة قبل العقبة الآخرة يدعو إلى الإسلام ويُقْرئ القرآن, فلما أسلم سعد لم يبق من بني عبد الأشهل -عشيرة سعد- أحدٌ إلّا أسلم يومئذٍ. ثُمَّ كان مُصْعب في دار سعد هو وأسعد بن زرارة،، يدعون إلى الله, وكان سعد وأسعد ابني خالة, وآخى النّبيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بين سعد بن مُعاذ وأبي عُبَيْدة بن الجرّاح.

قاله ابن إسحاق.

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرِهِ: آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.

شهد سعد بدرًا، وَثَبَتَ مَع رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم أُحُد حين ولّى النّاس.

رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ الْحُمَّى, فَقَالَ: "مَنْ كَانَتْ بِهِ فَهِيَ حَظُّهُ مِنَ النَّارِ". فَسَأَلَهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَبَّهُ، فَلَزِمَتْهُ فَلَمْ تُفَارِقْهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.

وكان لسعد من الولد: عَمْرو، وعبد الله، وأمُّهما: عمّة أسيد بن الحُضَير هند بنت سماك من بني عبد الأشهل، صحابيّة. وكان تزوّجها أوس بن مُعاذ أخو سعد -وقيل: عبد الله بن عَمْرو بن سعد- يوم الْحَرَّةِ.

وكان لعمرو من الولد: واقد بن عَمْرو، وجماعة قِيلَ: إنّهم تسعة.

وقتل عَمْرو وأخو سعد بن مُعاذ يوم أُحد. وقتل ابن أخيهما الحارث بن أوس يومئذٍ شابًا, وقد شهدوا بدرًا, والحارث أصابه السيف ليلة قتل كعب بن الأشرف، واحتمله أصحابه, وشهد بعد ذَلِكَ أُحُدًا.

روى عَنْ سعد بن مُعاذ: عبد الله بن مسعود، وقصّته بمكة مع أُميَّة بن خلف، وذلك في صحيح البخاري.

وحصن بني قُرَيْظة عَلَى أميالٍ من المدينة، حاصرهم النّبيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خمسًا وعشرين ليلة.

واستشهد من المسلمين: خلّاد بن سُويد الأنصاري الخزرجي، طُرحت عليه رَحَى، فَشَدَخَتْه.

ومات في مدّة الحصار أبو سنان بن محصَن، بدري مهاجري، وهو أخو عكّاشة بن مِحصَن الأسدي.

شهد هو وابنه سِنان بدْرًا. ودُفن بمقبرة بني قُرَيْظة التي يتدافن بِهَا من نزل دُورهم من المسلمين. وعاش أربعين سنة. ومنهم من قَالَ: بقي إلى أن بايع تحت الشَّجرة.