للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال مسلم: سَمِعْتُ يحيى بن يحيى يقول: من زعم أنّ مِن القرآن من أوله إلى آخره آية منه مخلوقة، فهو كافر.

وقال غير واحد: كان يحيى بن يحيى مثبتًا ثقة. كان إذا شكَّ في حديث ضَرَبَ عليه.

وقال أحمد بن حنبل: اشتهي من يحيى بن يحيى، سليمان بن بلال، وزُهَير بن معاوية.

وَرُوِيَ أن يحيى بن يحيى أراد الحجّ بآخره، فأشفق عليه عبد الله بن طاهر من "ذلك" وقال "أنت من الإسلام بالعُروة الوثقى، فلا آمن أن تُمْتَحَن، فتصير إلى مكروه، فهذا الإذن، وهذه النصيحة، فقعد".

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أبي يُثْني على يحيى بن يحيى وقال: ما أخرجت خُراسان بعد ابن المبارك مثله. كنّا نسمّيه يحيى الشّكّاك، من كثرة ما كان يشكّ في الحديث.

وقال زَكَريّا بن يحيى بن يحيي: أوصي أبي بثياب جَسَده لأحمد بن حنبل، فأتيته بها في منْديل، فنظر إليها وقال: ليس هذا من لباسي. ثمّ أخذ ثوبًا واحدًا وردّ الباقي.

قال البخاريّ: مات في صفر سنة ستٍّ وعشرين.

قال بِشْر بن الحَكَم: حزرنا في جنازة يحيى بن يحيى مائة ألف رجل. وقال الحاكم: سَمِعْتُ الحافظ أبا عليّ النَّيْسَابوريّ يقول: كنت في غمٍّ شديد، فرأيت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ، كأنّه يقول لي: صِر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر، وسَلِ الله حاجتك١.

فأصبحت ففعلت ما أمرني به، فقُضِيَت حاجتي.

قال أحمد بن يوسف السُّلَميّ: سَمِعْتُ يحيى بن يحيى يقول: من نظر في كتاب "كليلة ودِمْنَة" جرّه ذلك إلى الزَّنْدَقة، ومن نظر في كتاب "صِفِّين" حمله على سَبّ الصّحابة، ومن نظر في كتاب أبي فلان كان آخر عهده بالعلم.


١ لا نعلم لهذا دليل من الشرع فكيف بالمنامات.