للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن صالح بن كيسان قال: كان سعيد بن العاص أوقر الرجال وأحلمهم، وَكَانَ مروان حديد اللسان، سريع الجواب، ذلق اللسان، قلما صبر إن كَانَ في صدره حُبُّ أحدٍ أَوْ بُغْضُه إِلَّا ذَكَرَه، وَكَانَ سَعِيد خلاف ذلك ويقول: إن الأمور تغير، والقلَوْب تتغير، فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحًا الْيَوْم، غائبًا غدًا١.

قَالَ الزبير: مات سَعِيد في قصره بالعَرَصَة، عَلَى ثلاثة أميال من المدينة، وحُمل إِلَى البقيع، وركب ابنه عمرو بن سَعِيد إلى معاوية، فباعه منزله وبستانه بالعرصة بثلاثمائة ألف درهم، قاله الزبير بن بكار.

وفي ذلك المكان يقول عمرو بن الْوَليد بن عُقْبة:

القصُر ذو النخلِ والجَمَّار٢ فوقهما ... أشهى إِلَى النفس من أَبُواب جَيُرونِ

قَالَ خَلِيفَة وغيره: تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين.

وَقَالَ مسدد: مات سَعِيد بن العاص، وعائشة، وأَبُو هريرة، وعَبْد اللَّهِ بن عامر: سَنَة سبع أَوْ ثمان وخمسين.

وَقَالَ أَبُو معشر: سَنَة ثمان وخمسين.

٣٢- سَعِيد بن يربوع المخزومي٣.

من مُسْلمة الفتح، وشهد حنينًا.

كان ممن يجدد أنصاب الحرم لخبرته بحدود الحرم.

رَوَى ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا.

تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين، وعاش مائة وعشرين سَنَة، وَهُوَ من أقران حكيم بن حزام.

٣٣- سفيان بن عوف، الأزدي الغامدي الأمير٤. شهد فتح دمشق، وولي


١ إسناده ضعيف: فيه انقطاع. "٦/ ١٤٣" تهذيب تاريخ دمشق.
٢ الجمار: شحم النخل، وهو أغلى ما في النخلة.
٣ انظر: الجرح والتعديل "٤/ ٧٢"، وأسد الغابة "٢/ ٣١٦"، والتاريخ الكبير "٣/ ٤٥٣، ٤٥٤"، والإصابة "٢/ ٥١، ٥٢".
٤ انظر: تاريخ الطبري "٥/ ١٣٤، ٢٣٤، ٢٩٩"، والإصابة "٢/ ٥٦".