للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى نحوه ليث بن أبي سليم، عن مجاهد.

وقد استوفى صاحب تاريخ دمشق أخبار عبد الرحمن في أربعة كراريس.

ولما هاجر إلى المدينة كان فقيرا لا شيء له، فآخى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وبين سعد بن الربيع أحد النقباء، فعرض عليه أن يشاطره نعمته، وأن يطلق له أحسن زوجتيه، فقال له: بارَكَ الله لك في أهلك ومالك، ولكن دلني على السوق. فذهب. فباع واشترى، وربح ثم لم ينشب أن صار معه دراهم، فتزوج امرأة على زنة نواة من ذهب، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد رأى عليه أثرا من صفرة: "أولم ولو بشاة" ١، ثم آل أمره في التجارة إلى ما آل.

أرخ المدائني، والهيثم بن عدي، وجماعة وفاته في سنة اثنتين وثلاثين وقال المدائني: ودفن بالبقيع، وقال يعقوب بن المغيرة: عاش خمسا وسبعين سنة.

قال أبو عمر بن عبد البر: كان مجدودا في التجارة. خلف ألف بعير، وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضجا.

قلت: هذا هو الغني الشاكر، وأويس فقير صابر، وأبو ذر أو أبو عبيدة زاهد عفيف.

حسين الجعفي: عن جعفر بن برقان قال: بلغني أن عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف بيت.

١٠- "ع" سعد بن أبي وقاص "ت ٥٥هـ" واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ بْن مُرَّة بْن كعب بْن لؤي.

الأمير أبو إسحاق القرشي الزهري المكي. أحد العشرة، وأحد السابقين الأولين، وأحد من شهد بدرا والحديبية، وأحد الستة أهل الشورى.


١ صحيح: أخرجه البخاري "٢٠٤٩" في كتاب البيوع، باب: ما جاء في قول الله عز وجل: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} الآية، ومسلم "١٤٢٧" في كتاب النكاح، باب: الصداق، والترمذي "١٩٤٠" في كتاب البر والصلة، باب: مواساة الأخ، وابن ماجه "١٩٠٧" في كتاب النكاح، باب: الوليمة، وأحمد "٣/ ٢٧١، ٢٧٤، ٢٧٨" من حديث أنس.