للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْبُخَارِيّ"، سمعه من الكُشْمِيهَنيّ، فقرأتُ عليه جميعَه فِي ثلاثة مجالس.

وقد سُقنا هَذَا فِي سنة ثلاثين فِي ترجمة الحِيري، وهذا شيء لا أعلم أحدًا فِي زماننا يستطيعه.

وقد قال ابن النجار فِي "تاريخه": وجدت فهرست مصنفات الخطيب وهي نيف وستون مصنفًا، فنقلت أسماء الكُتُب التي ظهرت منها، وأسقطتُ ما لم يوجد، فَإِن كُتُبَه احترقت بعد موته، وسلمَ أكثرها.

ثمّ سرد ابن النّجّار أسماءَها، وقد ذكرنا أكثرها آنفًا، ومما لم نذكره: كتاب "معجم الرواة عن شُعْبَة" ثمانية أجزاء، كتاب "المؤتلف والمختلف" أربعة وعشرون جزءًا، "حديث مُحَمَّد بْن سوقة" أربعة أجزاء، "المسلسلات" ثلاثة أجزاء، "الرُّباعيّات" ثلاثة أجزاء، "طُرُق قبض العلم" ثلاثة أجزاء، "غُسُل الجمعة" ثلاثة أجزاء.

وفيها يقول الحافظ السِّلَفيّ:

تصانيف ابن ثابت الخطيبِ ... ألذُّ من الصبا الغَضّ الرطيب

تراها إذْ رواها مَن حَواها ... رياضًا للفتى اليَقظِ اللّبيبِ

ويأخذ حُسْنُ ما قد صاغ منها ... بِلُبٍّ الحافظ الْفَطِن الأرِيبِ

فأيّةُ راحةٍ ونعيمِ عيش ... يوازي كتبها، بل أي طيب١؟

أنشدناها أبو الحسين اليُونيني، عن أَبِي الفضل الهَمَذَاني، عن السلفي.

وقد رواها أَبُو سعد بْن السمعاني فِي "تاريخه"، عن يحيى بْن سعدون القُرْطُبّي، عن السِّلَفي، فكأنِّي سمعتها منه.

وقال أَبُو الحَسَن محمد بْن عَبْد المُلْك الهمذاني في "تاريخه": وفيها توفِّي أَبُو بَكْر أحمد بْن علي بْن ثابت المحدث، ومات هَذَا العلم بوفاته، وقد كان رئيس الرؤساء، تقدَّم إِلَى الخطباء والوعاظ أن لا يرووا حديثًا حَتَّى يعرضوه عليه، فَمَا صححه أوردوه، وما رده لم يذكروه.


١ الأبيات في معجم الأدباء لياقوت "٤/ ٣٣، ٣٤"، وسير أعلام النبلاء "١٣/ ٦٠١"، وتذكرة الحفاظ "٣/ ١١٤٠"، والوافي بالوفيات "٧/ ١٩١".