وروى عن: أَبِي بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد التجيبي، وأبي القاسم خلف بن يحيى، وأبي المطرف القنازعي، وسعيد بْن سلمة، وأبي عَبْد اللَّه بْن نبات، ويونس القاضي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بشر القاضي، وأبي بَكْر بْن واقد القاضي، وأبي مُحَمَّد بْن بنوش القاضي، وأبي أيوب بْن عمرو القاضي، وأبي عُثْمَان بْن رشيق، وغيرهم.
قال ابن بشكوال: وكان فقيهًا عالمًا عاملًا ورعًا، عاقلًا، بصيرًا بالحديث وطُرُقه، عالمًا بالوثائق لا يُجَارَى فيها، كتبها عمره فلم يأخذ عليها من أحدٍ أجرًا، وكان يُحْكَى أنه لم يكتبها حَتَّى قرأ فيها أزيد من أربعين مؤلَّفًا، وكان متفنِّنًا فِي علوم وفنون من العلم، حافظًا للأخبار والأمثال والأشعار، صُلْبًا فِي الحق، مريدًا له، منقبضًا عن السلطان وأسبابه، جاريا على سنن الشيوخ متواضعًا، مقتصدًا فِي ملبسه، يتولَّى حوائجه بنفسه، وكان شيخ أَهْل الشورى فِي زمانه، وعليه كان مدار الفتوى.
دُعِي إِلَى قضاء قُرْطُبَة مِرارًا فأبى ذلك، وكان يهاب الفتوى ويخاف عاقبتها فِي الأخرى، ويقول: من يحسدني فيها جعله اللَّه مفتيا، وددت أني نجوت منها كفافًا.
وكانت له اختيارات من أقاويل العلماء، يأخذ بها فِي خاصة نفسه.
وذكره أَبُو علي الغساني فقال: كان من جلّة العلماء الأثبات، وممن عُنِي بالفقه وسماع الحديث وأقره، وقيده فأتقنه، وكتب بخطه علمًا كثيرًا.
أخذتُ عَنْهُ.
إِلَى أن قال: توفِّي لعشر بقينت من صفر، ومشى فِي جنازته المعتمد على اللَّه مُحَمَّد بْن عباد.