للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يكون فعله غير ابن عمر أيضا١

فلهذا رأى من رأى من العلماء هذا جائزا اقتداء بمن فعل ذلك من الصحابة رضوان الله عليهم وابن عمر كان يسلم ثم ينصرف، ولا يقف، يقول: السلام عليك يارسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبت ثم ينصرف٢. وكان يفعل ذلك إذا قدم من سفر أو أراده.

فعن عبد الله بن دينار٣ قال رأوا ابن عمر إذا قدم من سفر دخل المسجد


١ لعل شيخ الإسلام يقصد هنا بقوله: وقد يكون فعله غيره "ما نقل عن أنس بن مالك رضي الذ عنه، وهذا ما صرح به شيخ الإسلام في كتابه قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص ٢٩٣) وكذلك أنس بن مالك وغيره نقل عنهم أنهم كانوا يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أرادوا الدعاء استقبلوا القبلة يدعون الله تعالى.
وقال في اقتضاء الصراط المستقيم (ص ٣٧٢) وذكر محمد بن الحسن بن زبالة في كتاب أخبار المدينة ... قال حدثني عمر بن هارون عن سلمة بن وردان قال رأيت أنس بن مالك يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسند ظهره إلى جدار القبر ثم يدعو فهذا إن كان ثابتا عن أنس فإن أنسا لم يكن ساكنا بالمدينة، وإنما كان يقدم من البصرة، اما مع الحجيج أو نحوهم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومحمد بن الحسن هذا صاحب أخبار، وهو مضعف عند أهل الحديث كالواقدي ونحوه، ولكن يستأنس بما يرويه ويعتبر به.
اقتضاء الصراط المستقبم (ص ٣٧١) .
وهذا يعني أنه لا يعول على أحاديثه وإنما تؤخذ شاهدا ومقويا هامش اقتضاء الصراط (ص ٣٧١) وهذا الأثر أورده السخاوي فى القول البديع (ص ٢١٢) وعزاه لابن أبي الدنيا البيهقى فى الشعب من حديث عبد الله بن أبي أمامة عن أبيه قال: "رأيت أنس بن مالك أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوقف فرفع يديه حتى ظننت أنه افتتح الصلاة فسلم على النبي علته ثم انصرف"
٢ مجموع الفتاوى (٢٧/ ٤٠٠) .
٣ عبد الله بن دينار العدوي مولاهم أبو عبد الرحمن المدني، مولى ابن عمر، ثقة من الرابعة، مات سنة سبع وعشرين ومائة. تهذيب التهذيب (٥/ ٢٠١- ٢٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>