للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النقطة الخامسة: أقوال العلماء في مسألة السلام على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره.

سبق وأن وضحت في النقطة الثانية من هذا المطلب أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم نص ثابت صحيح في هذه المسألة، يأمر فيه الأمة بالإتيان إلى قبره للسلام عليه، كما ورد ذلك في شأن السلام عليه في التشهد وعند دخول المساجد والخروج منها، وكذلك فإن الذي كان عليه فعل جمهور الصحابة من بعده صلى الله عليه وسلم هو عدم الإتيان للقبر للسلام، ولا تخصيصه بأي عمل من الأعمال.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وجمهور الصحابة كانوا يدخلون المسجد ويصلون فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يسلمون عليه عند الخروج من المدينة وعند القدوم من السفر، بل يدخلون المسجد فيصلون فيه ويسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم ولا يأتون القبر، ومقصود بعضهم التحية"١

وعلى هذا سار كثير من السلف من بعدهم. روى ابن أبي شيبة٢ في المصنف٣ عن خالد بن الحارث٤ قال سئل هشام٥ أكان عروة٦ يأتي قبر النبي


١ مجموع الفتاوى (٢٧/ ٤١٤) .
٢ عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن أبي شيبة، أبو بكر، الكوفي، ثفة حافظ صاحب تصاينف، ومن أشهر كتبه المصنفة، توفى سنة ٢٣٥ هـ. تهذيب التهذيب (٦/ ٢- ٤) .
(٣/ ٣٤١) .
٤ خالد بن الحارث بن عبيد الهجيمي، أبو عثمان البصري، ثقة ثبت، من الثامنة، مات سنة ست وثمانين ومائة. تهذيب التهذيب (٣/ ٨٣- ٨٤) .
٥ هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، ثقة، فقيه ربما دلس من الخامسة، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائة. تهذيب التهذيب (١١/٤٨-٥١)
٦ هو عروة بن الزبير وقد تقدم ترجمته ص ٥٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>