يريد:"أَأَنت أَحسن أَمْ أمُّ سالِم" فأضمرَ "أَحْسَن". يريد:"أليسَ أَنا خيراً من هذا الذي هو مَهين". ولها موضع آخر تكون فيه منقطعة من الكلام كأنك تميل الى أوله قال {لاَ رَيْبَ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} . وهذا لم يكن قبله استفهام, وهذا قول العرب:"إنَّها لإِبل" ثم يقولون * "أَمْ شاءٌ"[وقولهم] ** "لقد كان كذا وكذا أَمْ حَدَّثتُ نفسي"، ومثل قول الشاعر:[من الكامل وهو الشاهد الخامس عشر] :
وليس قوله {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} لانه شك، ولكنه قال هذا ليقبّح صنيعهم كما تقول:"ألستَ الفاعلَ كذا وكذا" ليس تستفهم انما توبخّه. ثم قال {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ} . ومثل هذا في القرآن كثير, قال {فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ [١٥ء] بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ} ثم قال {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ}[و] ** {أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ} كل هذا على استفهام الاستئناف. وليس لـ"أَمْ" غير هذين الموضعين